[تنبيه]: طُرُق حديث الإفك مجتمعة على أنَّ عائشة - رضي الله عنها - بلغها الخبر من

أم مسطح - رضي الله عنها -، لكن وقع في حديث أم رُومان ما يخالف ذلك، ولفظه: "بينا

أنا قاعدة، أنا وعائشة، إذ وَلَجت علينا امرأة من الأنصار، فقالت: فعل الله

بفلان، وفعل، فقلت: وما ذاك؛ قالت: ابني ومن حدّث الحديث، قالت: وما

ذلك؟ قالت: كذا وكذا، هذا لفظ البخاريّ في "المغازي"، ولفظه في قصة

يوسف: "قالت: إنه نَمَى الحديث، فقالت عائشة؛ أيُّ حديث؟ فأخبرتها،

قالت: فسمعه أبو بكر؟ قالت: نعم، قالت: ورسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قالت: نعم،

فخَرَّت مغشيًا عليها".

قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وطريق الجمع بينهما أنَّها سمعت ذلك أَوّلًا من أم

مسطح، ثم ذهبت لبيت أمها لتستيقن الخبر منها، فأخبرتها أمها بالأمر مجملًا،

كما مضى من قولها: "هَوِّني عليك"، وما أشبه ذلك، ثم دخلت عليها

الأنصارية، فأخبرتها بمثل ذلك، بحضرة أمها، فقوي عندها القطع بوقوع ذلك،

فسألت: هل سمعه أبوها، وزوجها؟ ترجيًّا منها أن لا يكونا سمعا ذلك؛

ليكون أسهل عليها، فلما قالت لها إنهما سمعاه، غُشي عليها، قال: ولم أقف

على اسم هذه المرأة الأنصارية، ولا على اسم ولدها. انتهى (?).

(ثُمَّ أَصَبَحْتُ)، أي: دخلت في الصباح، والحال أني (أَبْكِي) من شدّة

الحزن على ما قيل، (وَدَعَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ) هذا ظاهره أن

السؤال وقع بعدما عَلِمت بالقصة؛ لأنَّها عَقَّبت بكاءها تلك الليلة بهذا، ثم

عَقَّبت هذا بالخطبة، ورواية هشام بن عروة تُشعر بأن السؤال والخطبة وقعا قبل

أن تعلم عائشة بالأمر، فإن في أول رواية هشام، عن أبيه، عن عائشة: "لما

ذُكر من شأني الذي ذُكر، وما علمت به، قام رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطيبًا"، فذكر

قصة الخطبة الآتية.

ويمكن الجمع بأن الفاء في قوله: "فدعا" عاطفة على شيء محذوف،

تقديره: وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل ذلك قد سمع ما قيل، فدعا عنيًّا.

(وَدَعَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زيدٍ) - رضي الله عنهم -، وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015