(وَهُوَ يَرِيبُنِي) بفتح أوله، من الريب، ويجوز الضمّ، من الرباعيّ، يقال:
رابه، وأرابه، قا له في "الفتح".
وقال في "العمدة": "يريبني" بفتح الياء، وضمها، فالأول من رابني،
والثاني من أرابني، يقال: رابني الأمرُ يَريبني: إذا توهمته، وشككت فيه، فإذا
استيقنته قلت: رابني منه كذا يريبني، وعن الفراء هما بمعنى واحد في الشك،
وقال صاحب "المنتهى"؛ الاسم: الريبة بالكسر، وأرابني، ورابني: إذا تخوفت
عاقبته، وقيل: رابني: إذا علمت به الريبة، وأرابني: إذا ظننت به، وقيل:
رابني: إذا رأيت منه ما يريبك، وتكرهه، وتقول هذيل: أرابني، وأراب: إذا
أتى بريبة، وراب: صار ذا ريبة، وقال أبو محمد في "الواعي": رابني أفصح.
انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "يريبني": من الريبة، وهي اسم للتهمة، والشك،
تقول: رابني فلان: إذا رأيت منه ما يريبك، وهذيل تقول: أرابني فلان، قال
الهذلي:
يَا قَوْمِ مَا لِي وَأَبَا ذُؤيبِ ... كَأَنَّنِي أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ
وأراب الرجل: صار ذا ريبة، فهو مريب، حكاه الجوهريّ، وقال غيره:
يمال: أرابني الأمرُ يُرِيبُني: إذا توهّمته، وشككت فيه، فإذا استيقنته قلت:
رابني منه كذا يَريبني، وقال الفرّاء: هما بمعنى واحد في الشك. انتهى (?).
(فِي وَجَعِي)، أي: في حال مرضي، (أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
اللُّطْفَ) بضم أوله، وسكون ثانيه، وبفتحهما، لغتان، والمراد: الرفق، ووقع
في رواية ابن إسحاق: "أنكرت بعض لطفه"، (الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ
أَشْتَكِي)؛ أي: حين أمرض، (إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ:
"كيْفَ تِيكُمْ") بالمثناة المكسورة، وهي للمؤنث، مثل ذاكم للمذكر، والكاف
لخطاب الحاضرين، وفي رواية ابن إسحاق: "فكان إذا دخل قال لأمي، وهي
تُمَرِّضني: كيف تيكم"، واستدلت عائشة بهذه الحالة على أنَّها استشعرت منه
بعض جفاء، ولكنها لمّا لَمْ تكن تدري السبب لَمْ تبالغ في التنقيب عن ذلك،