عنه، والتفتيش، ومنهم من ضبطه: يَقُرّه، بفتح أوله، وضم القاف، وفي رواية

ابن إسحاق: "وكان الذي تولى كبر ذلك عبد الله بن أبيّ، في رجال من

الخزرج".

(فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ)؛ أي: مرضت (حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ شَهْرًا)،

أي: مدّة شهر، (وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ) بضمّ حرف المضارعة؛ أي: يخوضون، من

أفاص في قول: إذا أكثر منه، وقال في "العمدة": هو من الإفاضة، وهي

التكثير، والتوسعة، يقال: أفاض القوم في الحديث: إذا اندفعوا فيه،

يخوضون، وهو من قوله: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)} [النور: 14]،

وقال ابن عرفة: حديث مفاضٌ، ومستفاضٌ، ومستفيضٌ في الناس؛ أي: جارٍ

فيهم، وفي كلامهم (?). (فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ) متعلّق بـ"يُفيضون"، و"أهل

الإفك" هم: أهل الكذب، والبهتان. (وَلَا أَشْعُرُ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه،

يقال: شعرت بالشيء شُعُورًا، من باب قعد، وشِعْرًا، وشِعْرَةً بكسرهما:

عَلِمْتُ (?)؛ أي: لا أعلم.

(بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ)، أي: مما يخوض فيه الناس، وفي رواية ابن إسحاق:

"وقد انتهى الحديث إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإلى أبويّ، ولا يذكرون لي شيئًا من

ذلك"، وفيها: "أنَّها مَرِضت بضعًا وعشرين ليلة"، وهذا فيه ردّ على ما وقع في

مرسل مقاتل بن حيان: "أن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمّا بلغه قول أهل الإفك، وكان شديد

الغيرة، قال: لا تدخل عائشة رحلي، فخرجت تبكي، حتى أتت أباها، فقال:

أنا أحقّ أن أخرجك، فانطلقت تجول، لا يُؤويها أحدٌ، حتى أنزل الله

عذرها"، قال الحافظ: وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في

"الإكليل"، وتبعه بعض من تأخر غير متأمّل لِمَا فيه من النكارة، والمخالفة

للحديث الصحيح، من عدّة أوجه، فهو باطل.

ووقع في حديث ابن عمر: "فشاع ذلك في العسكر، فبلغ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"،

فلما قَدِموا المدينة أشاع عبد الله بن أُبَيّ ذلك في الناس، فاشتد على

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015