(وَكانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ) بفتح الطّاء المهملة المشدّدة، (السُّلَمِيُّ) بضم
الذال المهملة، (ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ) منسوب إلى ذكوان بن ثعلبة بن بُهْثَة، بضم
الموحّدة، وسكون الهاء، بعدها مثلثة، ابن سُليم، وذكوان بطن من بني سُليم،
وكان صحابيًّا فاضلًا، أول مشاهده عند الواقديّ: الخندق، وعند ابن الكلبي:
المريسيع، وسيأتي في أثناء شرح هذا الحديث ما يدلّ على تقدم إسلامه،
ويأتي أيضًا قول عائشة: إنه قُتل شهيدًا في سبيل الله، ومرادها: أنه قُتل بعد
ذلك، لا أنه في تلك الأيام، وقد ذكر ابن إسحاق أنه استُشهد في غَزاة إرمينية
في خلافة عمر - رضي الله عنهما -، سنة تسع عشرة، وقيل: بل عاش إلى سنة أربع وخمسين،
فاستُشهد بأرض الروم، في خلافة معاوية - رضي الله عنهما -.
وقال في "الإصابة": صفوان بن المعطَّل بن رُبَيّعة - بالتصغير - ابن
خُزَاعيّ - بلفظ النسب - ابن محارب بن مُرّة بن فالج بن ذكوان السَّلميّ، ثم
الذكوانيّ، هكذا نَسَبه أبو عمر، لكن عند ابن الكلبيّ: "رحضة" بدل "ربيعة"،
وزاد بينه وبين خُزاعي: "المؤمل"، قال البغوي: سكن المدينة، وشهد صفوان
الخندق، والمشاهد في قول الواقديّ، ويقال: أول مشاهده المريسيع، جرى
ذكرها في حديث الإفك المشهور في "الصحيحين" وغيرهما، وفيه قول
النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما علمت عليه إلَّا خيرًا" وقصته مع حسان مشهورة أيضًا، ذكرها
يونس بن بكرٍ في زيادات "المغازي" موصولة عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة، قالت: وقعد صفوان بن المعطَّل لحسان، فضربه بالسيف، قائلًا:
تَلَقَّ ذُبَابَ السَّيْفِ مِنِّ فَإِنَّنِي ... غُلَامٌ إِذَا هُوجِيتُ لَسْتُ بِشَاعِرِ
فجاء حسان إلى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاستعداه على صفوان، فاستوهبه الضربة،
فوهبها له، وذكره موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهريّ نحوه. انتهى
باختصار (?).
(قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ) "عَرّس" بمهملات، مشدّدًا؛ أي: نزل، قال
أبو زيد: التعريس: النزول في السفر، في أيّ وقت كان، وقال غيره: أصله
النزول من آخر الليل في السفر للراحة، ووقع في حديث ابن عمر بيان سبب