[تنبيه]: قال الفيّوميّ -رحمه الله-: رَحُبَ المكانُ رُحْبًا، من باب قَرُب، فهو

رَحِيبٌ، ورَحْبٌ، مثالُ قَرِيب، وفَلْسٍ، وفي لغة: رَحِبَ رَحَبًا، من باب تَعِبَ،

وأَرْحَبَ بالألف مثله، ويتعدى بالحرف، فيقال: رَحُبَ بِكَ المكانُ، ثم كَثُر،

حتى تعدَّى بنفسه، فقيل: رَحُبَتْكَ الدارُ، هذا شاذّ في القياس، فإنه لا يوجد

فَعُل بالضم إلا لازمًا، مثلُ شَرُفَ، وكَرُمَ، ومن هنا قيل: مَرْحَبًا بك،

والأصل: نزلت مكانًا واسعًا، ورَحَّبَ بِهِ بالتشديد: قال: له مرحبًا. انتهى (?).

(سَمِعْتُ صَوْتَ صَارخٍ)؛ أي: منادٍ رافع صوته، قال الذهبيّ -رحمه الله-: الذي

بشّر كعبًا بالتوبة هو حمزة بن عمرو الأسلميّ، وكذا قاله الواقديّ، نقله الشيخ

وليّ الدين عنه (12.

وقال في "العمدة": قال الواقديّ: الذي أوفى على سَلْع أبو بكر

الصديق -رضي الله عنه-. انتهى (?).

(أَوْفَى)؛ أي: صَعده، وارتفع عليه، (عَلَى سَلْعِ)؛ أي: على جبل سَلْع

-بفتح السين المهملة، وسكون اللام-: جبل بالمدَينة معروف، وفي رواية

معمر: "من ذروة سلع"؛ أي: أعلاه، وزاد ابن مردويه: "وكنت ابتنيت خيمة

في ظهر سلع، فكنت أكون فيها"، ونحوه لابن عائذ، وزاد: "أكون فيها

نهارًا".

(يَقُولُ) ذلك الصارخ (بِأَعْلَى صَوْتهِ: يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ) "كعب" يجوز فيه

الضمّ، والفتح، وأما ابن مالك، فلا يجوز فيه إلا النصب؛ لكونه مضافًا، قال

في "الخلاصة":

وَنَحْوَ زيدٍ ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ ... نَحْوِ أَزَيْدُ بْنَ سَعِيدٍ لَا تَهِنْ

وَالضَّمّ إِنْ لَمْ يَلِ الابْن عَلَمَا ... أَوْيَلِ الابْنَ عَلَمٌ قَدْ حُتِمَا

(أَبْشِرْ) بقطع الهمزة، من الإبشار، وفي رواية عمر بن كثير، عن كعب،

عند أحمد: "إذ سمعت رجلًا على الثنية يقول: كعبًا كعبًا حتى دنا مني، فقال:

بشِّروا كعبًا". (قَالَ: فَخَرَرْتُ)؛ أي: أسقطت نفسي على الأرض حال كوني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015