الفرسان، ولابن مردويه: "ولا يجمعهم ديوان حافظ"؛ يعني كعب بذلك:
الديوان، يقول: لا يجمعهم ديوان مكتوبٌ، وهو يُقَوِّي رواية التنوين، وقد نُقل
عن أبي زرعة الرازي أنهم كانوا في غزوة تبوك أربعين ألفًا، ولا تخالِف الرواية
التي، في "الإكليل": "أكثر من ثلاثين ألفًا"، لاحتمال أن يكون من قال: أربعين
ألفًا جبر الكسر، قاله في "الفتح" (?).
(يُرِيدُ) كعب بن مالك (بِذَلِكَ)؛ أي: بقوله: "ولا يجمعه كتاب حافظ"
(الدِّيوَانَ) قال الحافظ -رحمه الله-: قوله: "يريد الديوان" هو كلام الزهريّ، وأراد
بذلك الاحتراز عما وقع في حديث حذيفة -رضي الله عنه-: "أن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- قال: اكتبوا لي
من تلفَّظ بالإسلام"، وقد ثبت أن أوّل من دوَّن الديوان عمر -رضي الله عنه-. انتهى (?).
[تنبيه]: قال المجد -رحمه الله-: الدِّيوانُ-؛ أي: بالكسر- ويفتح: مُجْتَمَعُ
الضحُفِ، والكِتابُ، يُكْتَبُ فيه أهلُ الجَيْش، وأهْلُ العَطِيَّةِ، وأوَّلُ مَنْ وَضَعَهُ
عُمَرُ -رضي الله عنه-، جمعه: دَواوِينُ، ودَياوِينُ. انتهىَ (?).
وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: الدّيوَانُ جَرِيدة الحساب، ثم أُطلق على الحساب،
ثم أُطلق على موضع الحساب، وهو مُعَرَّب، والأصل: دِوَّانٌ، فأُبدل من أحد
المضعّفين ياء؛ للتخفيف، ولهذا يُردّ في الجمع إلى أصله، فيقال: دَوَاوِينُ،
وفي التصغير: دُوَيْوِينٌ؛ لأن التصغير، وجمع التكسير، يردّان الأسماء إلى
أصولها، ودَوَّنْتُ الديوان، أي: وضعته، وجمعته، ويقال: إن عمر أول من
دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ في العرب؛ أي: رتّب الجرائد للعُمّال، وغيرها. انتهى (?).
والمعنى لم يكن هناك كتاب، أو ديوان تُسجّل فيه أسماء المشاركين في
الغزو.
(قَالَ كعْبٌ) -رضي الله عنه-: (فَقَلَّ رَجُلٌ) من المسلمين (يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ) من الجيش،
(يَظُنُّ) هكذا رواية مسلم، وفي رواية البخاريّ: "إلا يظنّ" بـ "إلا"، وهو الصواب،
فلا بُدّ من تقديرها في رواية مسلم؛ لأن المعنى عليها، قال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله:
"يظنّ أن ذلك سيخفى له" كذا وقع هذا الكلام في سائر روايات مسلم، وفي