وقد جاء أن اسمه كعب بن عمرو، وهو أبو اليسر -بفتح التحتانية،
والمهملة- الأنصاريّ، أخرجه الترمذيّ، والنسائيّ، والبزار، من طريق
موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرو: "أنه أتته امرأة، وزوجها قد بعثه
رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في بعث، فقالت له: بعني تمرًا بدرهم، قال: فقلت لها،
وأعجبتني: إن في البيت تمرًا أطيب من هذا، فانطلق بها معه، فغمزها،
وقبلها، ثم فرغ، فخرج، فلقي أبا بكر، فأخبره، فقال: تُبْ، ولا تَعُدْ، ثم أتى
النبيّ -صلي الله عليه وسلم- .. الحديث، وفي روايته أنه صلى مع النبيّ -صلي الله عليه وسلم- العصر، فنزلت".
وفي رواية ابن مردويه من طريق أبي بريدة (?)، عن أبيه: "جاءت امرأة من
الأنصار إلى رجل يبيع التمر بالمدينة، وكانت حسناء جميلة، فلما نظر إليها
أعجبته"، فذكر نحوه، ولم يُسَمّ الرجل، ولا المرأة، ولا زوجها.
وذكر بعض الشراح في اسم هذا الرجل: نبهان التمار، وقيل: عمرو بن
غَزِيّة، وقيل: أبو عمرو زيد بن عمرو بن غزية، وقيل: عامر بن قيس، وقيل:
عبّاد.
وقصة نبهان التمار ذكرها عبد الغني بن سعيد الثقفيّ أحد الضعفاء في
"تفسيره" عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن
عباس مطوّلًا، وأخرجه الثعلبيّ وغيره من طريق مقاتل بن سليمان، عن
الضحاك (?)، عن ابن عباس: "أن نبهانًا التمار أتته امرأة حسناء جميلة، تبتاع
منه تمرًا، فضرب على عجيزتها، ثم ندم، فأتى النبيّ -صلي الله عليه وسلم-، فقال: إياك أن
تكون امرأة غازٍ في سبيل الله، فذهب يبكي، ويصوم، ويقوم، فأنزل الله تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} الآية [آل عمران: 135]،
فأخبره، فحمد الله، وقال: يا رسول الله هذه توبتي قُبلت، فكيف لي بأن يُتقبل
شكري؟ فنزلت: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114] الآية".