معطوف على "وحدّثني أبو سلمة الماضي، (أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ)؛ أي: أبا
سلمة، قال في "الفتح": ورواية أبي سلمة عن عروة، من رواية القرين عن
القرين؛ لأنهما متقاربان في السنّ واللقاء، وإن كان عروة أسنّ من أبي سلمة
قليلًا. انتهى (?). (أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق -رضي الله عنهما- (حَدَّثَتْهُ)؛ أي: عروة،
(أنَهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَيْسَ شَئء أَغْيَرَ مِنَ اللهِ -عز وجل-") وفي الرواية
الثالثة: "لا شيء أغير من الله -عز وجل-"، ومعنى الروايتين واحد.
[تنبيه]: جمع المصنّف -رحمه الله- بين حديثي أبي هريرة، وأسماء -رضي الله عنهما- هنا
بسند واحد، وهكذا صنع البخاريّ، غير أنه قدّم حديث أسماء، ثم عَطَف عليه
حديث أبي هريرة، عكس صنيع مسلم، ودونك نصّه:
(4924) - حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا همّام، عن يحيى، عن أبي
سلمة؛ أن عروة بن الزبير حدّثه، عن أمه أسماء، أنها سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم-
يقول: "لا شيء أغير من الله".
وعن يحيى: أن أبا سلمة حدّثه، أن أبا هريرة حدّثه، أنه سمع النبيّ -صلي الله عليه وسلم-.
(4925) - حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة؛ أنه
سمع أبا هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله يغار، وغيرةُ الله أن يأتي
المؤمن ما حَرَّم الله". انتهى (?).
قال في "الفتح": قوله: "وعن يحيى أن أبا سلمة حدثه أن أبا هريرة
حدثه" هكذا أورده، وهو معطوف على السند الذي قبله، فهو موصول، ولم
يَسُق البخاريّ المتن من رواية همام، بل تحول إلى رواية شيبان، فساقه على
روايته، والذي يظهر أن لفظهما واحد، وقد وقع في رواية حجاج بن أبي
عثمان عند مسلم بتقديم حديث أبي سلمة، عن عروة، على حديثه عن أبي
هريرة عكس ما وقع في رواية همام عند البخاريّ، وأورده مسلم أيضًا من رواية
حرب بن شداد، عن يحيى بحديث أبي هريرة فقط، مثل ما أورده البخاريّ من
رواية شيبان، عن يحيى، ثم أورده مسلم من رواية هشام الدستوائيّ، عن
يحيى، بحديث أسماء فقط، فكأن يحيى كان يجمعهما تارةً، ويُفْرد أخرى، وقد