وقوله: (قُلْتُ لَهُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ ... إلخ) السائل هو عمرو بن مرّة سأل أبا

وائل، عن سماعه بنفسه عن ابن مسعود، فأجابه بنعم، وزاده أن ابن مسعود

رفع الحديث إلى النبيّ -صلي الله عليه وسلم-.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان مسائله، وبالله تعالى

التوفيق.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[6968] ( ... ) - (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ،

وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخَرَ انِ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ

الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ -عز وجل-، مِنْ

أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ،

وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ، وَأَرْسَلَ

الرُّسُلَ").

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

1 - (مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ) السّلميّ الرَّقّيّ، ويقال: الكوفيّ، ثقةٌ [4]

(ت 94) (بخ م د س) تقدم في "فضائل الصحابة" 22/ 6310.

2 - (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ) بن قيس النخعيّ، أبو بكر الكوفيّ، ثقةٌ، من

كبار [3] (ت 83) (ع) تقدم في "الإيمان" 46/ 295.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.

وقوله: ("لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ-عز وجل-) إلخ قوله: "المدح"؛

أي: الثناء بالجميل؛ يعني: أنه يحب المدح من عباده؛ ليثيبهم على مَدْحهم

الذي هو بمعنى الشكر، والاعتراف بالعبودية للواحد الخالق المنعم القهار،

فإذا كان الأشخاص المعلولون المربوبون المذنبون المقصرون يحبون المدح،

فالذي يستحقه أَولى، وأحقّ تبارك الممدوح في أوصافه، المحمود على أفعاله،

المنعم على عباده، البرّ الرؤوف الرحيم، قال في "التنقيح": فَهِم النوويّ منه أن

يقال: مدحت الله، وليس صريحًا؛ لاحتمال كون المراد أنه تعالى يحب أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015