قِطَعًا صغارًا. انتهى (?).
وقال القاضي عياض في "المشارق": قوله في حديث المحرق:
"اسحكوني، أو قال: اسحقوني" كذا في بعض الروايات، وفي رواية عن أبي
ذرّ: "أو قال: اسهكوني"، وفي باب آخر: "اسكهوني" بتقديم الكاف.
انتهى (?).
(وَاذْرُونِي) يصحّ أن يُقرأ موصول الألف، من ذَرأت الشيء: فرّقته،
ويصح أن يكون أصله من الثلاثي المزيد فيه، فتُقطع الهمزة، من قولهم: أذرت
العين دمعَها، وأذريتُ الرجلَ عن فرسه؛ أي: رميته، وقال ابن التين: قرأناه
بقطع الهمزة، قاله في "العمدة" (?).
(فِي الرِّيحِ) متعلّق بما قبله، ثمَّ ذكر لهم سبب أمْره بذلك بما ذكره بالفاء
التعليليّة، فقال: (فَإِنِّي)؛ أي: لأني (لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا) قال القرطبيّ - رحمه الله -:
بالهاء، رواية الشيوخ، وعند ابن ماهان: "لم يبتئر"، بالهمزة، وكلاهما بمعنى
واحد، والهمزة تُبدل من الهاء، وكذلك ابتار، وامتار، بالباء، والميم، فإنَّها
تُبدل منها. وقد فسّرها قتادة، فقال: لم يَدّخر، وهو تفسير صحيح، ويشهد له
المعنى، والمساق. انتهى (?).
وقال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في بعض النسخ، ولبعض الرواة: "أبتئر"
بهمزة بعد التاء، وفي أكثرها: "لم أبتهر" بالهاء، وكلاهما صحيح، والهاء مُبدلة
من الهمزة، ومعناهما: لم أُقَدِّم خيرًا، ولم أَدِّخره، وقد فسَّرها به قتادة في
كلامه الآتي، وفي رواية: "لم يبتئر" هكذا هو في جميع النسخ، وفي رواية:
"ما امتأر" بالميم، مهموزٌ أيضًا، والميم مبدلة من الباء الموحّدة. انتهى (?).
(وَإِنَّ اللهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي) قال القرطبيّ - رحمه الله -: وجدنا الروايات،
والنُّسخ تختلف في ضَبْط هذه الكلمات، وحاصله يرجع إلى تقييدين:
أحدهما: تشديد "إنَّ" مكسورة، ونَصْب الاسم المعظّم بها، و"يَقْدِرُ"