(فَقَالَ لِوَلَدِهِ) بفتحتين، ويَحْتَمِل أن يكون بضمّ، فسكون، وهو لغة فيه:
قال الفيّوميّ - رحمه الله -: الوَلَدُ بفتحتين: كلُّ ما وَلَده شيء، ويُطلق على الذكر،
والأنثى، والمثنى، والمجموع، فَعَلٌ بمعنى مفعول، وهو مذكّر، وجَمْعه:
أوْلَادٌ، والوُلْدُ وزان قُفْل لغة فيه، وقيس تجعل المضموم جَمْع المفتوح، مثل
أُسْدٍ، جمع أَسَدٍ. انتهى (?).
(لَتَفْعَلُنَّ) باللام الموطّئة للقسم؛ أي: والله لتفعلنّ، وهو فعل مضارع
مسند لضمير الجماعة، مؤكّد بنون التوكيد الثقيلة، وأصله لتَفعلوننّ، حُذفت نون
الرفع؛ لتوالي الأمثال، وواو الجماعة لالتقاء الساكنين، فصار لتَفْعَلُنّ. (مَا)
موصولة؛ أي: الشيء الذي (آمُرُكُمْ بِهِ، أَوْ لأُوَلِّيَنَّ) بنون التوكيد الثقيلة أيضًا،
من التولية؛ أي: لأعطينّ (مِيرَاثِي)؛ أي: ما يورث مني من المال، (غَيْرَكُمْ)
ممن لا يرثني، قال القرطبيّ - رحمه الله -: وفيه ما يدلّ على أنَّه كان من شرائع من
قبلنا أن للرجل أن يُوَرِّث ماله من يشاء من الناس، فنَسخ ذلك شرعنا.
انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: ويَحْتَمل أن يكون قاله تهديدًا لهم، لا ليفعله،
والله تعالى أعلم.
والمعنى: اختاروا أحد الأمرين: إما أن تفعلوا ما آمركم به، أو يحصُل
مني إعطاء ميراثكم مني غيركم، ثمَّ بيّن لهم ما يفعلونه بقوله: (إِذَا أَنَا مُتُّ)
بضمّ الميم، من مات يموت، كقال يقول، وبكسرها، كخاف يخاف،
(فَأَحْرِقُونِي) بهمزة القطع، من الإحراق، قال شعبة: (وَأَكْثَرُ) بالثاء المثلّثة
(عِلْمِي)؛ أي: أكبر ظنّي (أَنَّهُ)؛ أي: قتادة (قَالَ: ثُمَّ اسْحَقُونِي)؛ أي: دُقّوني،
واطحنوني، وهو بفتح الحاء المهملة، أمْر من سَحَق يَسْحَق، كمنع يمنع، قيل:
روي "اسحكُوني"، و"اسهكوني"، والكل بمعنى واحد، وهو الدّقّ والطحن.
وقال في "العمدة": قوله: "فاسحقوني" من السحق، وهو دَقّ الشيء
ناعمًا، أو قال: "فاسهكوني"، شكّ من الراوي، من السهك، قالوا: السحق
والسهك بمعنى واحد، وقيل: السهك دونه، وهو أن يُفَتّ الشيء، أو يدقّ