ولاعبناهم، وعالجنا أمورهم، واشتغلنا بمصالحهم، قال الهرويّ وغيره:
معناه: حاولنا ذلك، ومارسناه، واشتغلنا به؛ أي: عالجنا معايشنا، وحظوظنا.
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات" هو
بالفاء والسين المهملة، قال الهرويّ وغيره: معناهْ حاولنا ذلك، ومارسناه،
واشتغلنا به؛ أي: عالجنا معايشنا، وحظوظنا، والضيعات: جمع ضيعة بالضاد
المعجمة، وهي معاش الرجل، من مال، أو حرفة، أو صناعة، وروى الخطابيّ
هذا الحرف: "عانسنا" بالنون، قال: ومعناه: لاعَبْنا، ورواه ابن قتيبة بالشين
المعجمة، قال: ومعناه: عانَقْنا، والأول هو المعروف، وهو أعمّ. انتهى (?).
(وَالضَّيْعَاتِ)؛ أي: الأراضي، والبساتين، جمع ضَيعة بالضاد المعجمة
المفتوحة، وهي معاش الرجل، من مال، أو حرفة، أو صناعة. قال الهرويّ
في "الغريبين": ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه، من صناعة، أو نخل، أو
غَفة، أو غيرها كذلك أسمعنيه الأزهريّ، قال: شَمِر: ويدخل فيها الحرفة،
والتجارة، يقال: ما ضيعتك؟ فتقول: كذا. انتهى (?).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "عافسنا الأزواج، والأولاد، والضيعات"
الرواية الصحيحة المعروفة: "عافسنا" بالعين المهملة، وبالفاء، والسين المهملة،
ومعناه: عالجنا، وحاولنا، وفي "الصحاح": المعافسة: المعالجة؛ يعني: أنهم
إذا خرجوا من عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "اشتغلوا بهذه الأمور، وتركوا تلك الحالة
الشريفة التي كانوا يجدونها عند سماع موعظة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومشاهدته، وروى
الخطابيّ هذا الحرف: "عانسنا" بالنون، وفسّره بلاعَبْنا، ورواه القتيبي: "عانشنا"
بالنون والشين المعجمة، وفسّره بعانَقْنا، والتقييد الأول أَولى روايةً ومعنًي، وقد
جاء مفسَّرًا في الرواية الأخري، فقال: "ضاحكت الصبيان، ولاعبت المرأة".
والضيعات: جمع ضيعة، وهي: ما يكون معاش الرجل منه، من مال،
أو حرفة، أو صناعة، وقد تقدَّم ذِكرها. انتهى (?).