بَغَيْرِ ظَرْفٍ أَوْ كَظَرْفٍ أَوْ عَمَلْ ... وَإِنْ بِبَعْضِ ذِي فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ
وَأُجْرِيَ الْقَوْلُ كَظَنٍّ مُطْلَقَا ... عِنْدَ سُلَيْمٍ نَحْوُ قُلْ ذَا مُشْفِقَا
(بِفَرَحِ رَجُلٍ انْفَلَتَتْ)؛ أي: خرجت بسرعة (مِنْهُ رَاحِلَتُهُ)، وقوله: (تَجُرُّ
زِمَامَهَا) جملة حَاليّة من الفاعل، (بِأَرْضٍ) متعلّق بـ "تجرّ"، (قَفْرٍ) بفتح القاف،
وسكون الفاء: المفازة لا ماء بها، ولا نبات، وأرض قفر، ومفازة قَفْرَةٌ،
ويجمعونها على قِفَار، فيقولون: أرض قِفَارٌ على توهّم جمع المواضع؛
لِسَعتها، ودار قَفْرٌ، وقِفَارٌ كذلك؛ والمعنى: خالية من أهلها، فإن جعلتها اسمًا
ألحقت الهاء، فقلت: قَفْرَةٌ، وقال الجوهريّ: مفازة قَفْرٌ، وقَفْرَةٌ. انتهى (?).
فقوله: (لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ، وَلَا شَرَابٌ) تأكيد؛ لأن هذا هو معنى القفر،
وقوله: (وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ) جملة حاليّة، (فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ)؛ أي:
أعجزه المطلب، (ثُمَّ مَرَّتْ) تلك الراحلة (بِجِذْلِ شَجَرَةٍ) بكسر الجيم، وفتحها،
وبالذال المعجمة، وهو أصل الشجرة القائم، (فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا) بكسر الزاي؛
أي: خطام تلك الراحلة، (فَوَجَدَهَا)؛ أي: وجد الرجل الراحلة، (مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟ )؛
أي: بذلك الجذل، قال الصحابة المسؤولون: (قُلْنَا: شَدِيدًا يَا رَسُولَ اللهِ)؛
أي: نظنّ فرح ذلك الرجل قويًّا، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا) بفتح الهمزة،
وتخفيف الميم: أداة استفتاح وتنبيه، كـ "ألا"، (وَاللهِ) فيه مشروعيّة الحلف من
غير تحليف إشارة إلى تعظيم أمر المخبَر به، (لَلَّهُ) بلام الابتداء المفتوحة،
(أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ") الرجل المذكور أوّلًا؛ لأن القاعدة:
إذا أعيدت النكرة معرفة، فهي عين الأُولى، كما قال في "عقود الجمان":
ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَهِرَهْ ... إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ
تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِ ... تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ
شَاهِدُهَا الَّذِي رَوينَا مُسْنَدَا ... "لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ" أَبَدَا
وقد أجبت في "الفوائد السَّميّة" استشكال من استشكل هذه القاعدة بأنها
أغلبيّة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وقوله: (قَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ) أشار به إلى بيان