يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامريّ، ثنا أبو أسامة، عن الأعمش،
عن عمارة بن عمير، قال: سمعت الحارث بن سُويد يقول: أتينا عبد الله
- يعني: ابن مسعود- فحدّثنا بحديثين، أحدهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والآخر
عن نفسه، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَلَّه أشدّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن من
رجل- قال- بأرض فلاة دَوّيّة، ومُهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه، وشرابه،
فنزل عنها، فنام، وراحلته عند رأسه، فاستيقظ، وقد ذهبت، فذهب في طلبها،
فلم يقدر عليها، حتى أدركه العطش، فقال: والة لأرجعن، فلأموتنّ حيث كان
رحلي، فرجع، فنام، واستيقظ، وإذا راحلته عند رأسه، عليها طعامه،
وشرابه"، قال: ثم قال عبد الله: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس في أصل
جبل، يخاف أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، وقال
له هكذا، فذهب، وأمرّ بيده على أنفه"، قالْ رواه مسلم في "الصحيح" عن
إسحاق بن منصور، عن أبي أسامة. انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6933] (2745) - (حَدَّثنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثنَا أَبِي، حَدَّثنَا
أَبُو يُونُسَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: خَطَبَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، فَقَالَ: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا
بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ حَمَلَ زَادَهُ وَمَزَادَهُ عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى كَانَ بِفَلَاةٍ مِنَ
الأَرْضِ، فَأَدْرَكتْهُ الْقَائِلَةُ، فَنَزَلَ، فَقَالَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، وَانْسَلَّ بَعِيرُهُ،
فَاسْتَيْقَظَ، فَسَعَى شَرَفًا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَانِيًا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى
شَرَفًا ثَالِثًا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَأَقْبَلَ حَتَّى أَتَى مَكَانَهُ الَّذِي قَالَ فِيهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ قَاعِدٌ، إِذْ
جَاءَهُ بَعِيرُهُ يَمْشِي حَتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ فِي يَدِهِ، فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ هَذَا
حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ عَلَى حَالِهِ"، قَالَ سِمَاكٌ: فَزَعَمَ الشَّعْبِيُّ أَن النُّعْمَانَ رَفَعَ هَذَا
الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْمَعْهُ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ) البصريّ، تقدّم قبل باب.