وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6931] (. . .) - (وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ،
عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ: "مِنْ رَجُلٍ بِدَاوِيَّةٍ
مِنَ الأَرْضِ").
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) الكوفيّ، تقدّم قبل باب.
2 - (يَحْيَى بْنُ آدَمَ) بن سليمان الكوفيّ، أبو زكريا، مولى بني أمية، ثقةٌ
حافظٌ فاضلٌ، من كبار [9] (ت 203) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 24.
3 - (قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ) بن سَيَاه- بكسر السين المهملة، بعدها تحتانية
خفيفة- الأسديّ الكوفيّ، ثقةٌ (?) [8] (م 4) تقدم في "فضائل الصحابة" 22/ 6310.
و"الأعمش" سليمان بن مهران ذُكر قبله.
وقوله: (من رجل بِدَاوَّيةٍ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في النُّسخ: "من
رجل" بالنون، وهو الصواب، قال القاضي: ووقع في بعضها: "مَرّ رجل"
بالراء، وهو تصحيف؛ لأن مقصود مسلم أن يبيّن الخلاف في "دويّة"،
و"داوية"، وأما لفظة "مِنْ" فمتفق عليها في الروايتين، ولا معنى للراء هنا.
انتهى (?).
وعبارة القاضي عياض رحمه الله في "المشارق": قوله في التوبة في "كتاب
مسلم" في رواية أبي بكر بن أبي شيبة: "وقال: من رجل بداويّة" كذا للجميع،
وهو الصواب، وكما في سائر الأحاديث، وكان عند بعضهم: "مَرّ رجل"،
وكذا كان في كتاب القاضي التميميّ، والصواب الأول؛ لأنه إنما بَيَّن الخلاف
بين قوله: "بداويّة من الأرض"، وقول أخيه عثمان في الحديث قبله: "في
أرض دويّة" لا غير، وهما بمعنًى؛ أي: بمفازة قَفْر من الأرض، وابتداء
الحديث يدلّ عليه: "لَلَّه أفرح بتوبة عبده من رجل" حالته كما ذُكِر. انتهى (?).