والله أعلم. انتهى كلام الحافظ رحمه الله (?).
قال الجامع عفا الله عنه: هذا البحث الذي أوضحه الحافظ بحث نفيسٌ
جدًّا.
وحاصله: أن الحديث صحيح بطرقه المختلفة.، وأن غرض البخاريّ بذكر
الاختلاف معلّقًا الإشارة إلى أن هذا الاختلاف لا يقدح في صحّة الحديث،
وهو غرض مهمّ جدًّا، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 6930 و 6931 و 6932] (2744)،
و(البخاريّ) في "الدعوات" (6308)، و (الترمذيّ) في "صفة القيامة" (2498)،
و(أحمد) في "مسنده" (1/ 383)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (618)، و (أبو
يعلى) في "مسنده" (9/ 108)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (4/ 129)، و (البيهقيّ)
في "الكبرى" (10/ 188) و"شعب الإيمان" (5/ 411)، و (البغويّ) في "شرح
السُّنَّة" (1301 و 1302)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده (?):
1 - (منها): بيان خوف المؤمن من الله تعالى، حيث إنه إذا أذنب ذنبًا،
رآه كأنه تحت جبل يخاف سقوطه عليه، وهذه ثمرة قوّة الإيمان.
2 - (ومنها): بيان تهاون الفاجر، وعدم خوفه من الله تعالى، وأنه إذا أذنب
لم يستشعر بقلبه عظمة الذنب، وخطر عاقبته، وأن الله تعالى يُمهله، ولا يُهمله،
فقد أخرج الشيخان من حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، قال: ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)} [هود: 102] ".
3 - (ومنها): إثبات صفة الفرح لله تعالى على ما يليق بجلاله، بلا
تأويل، ولا تمثيل، ولا تعطيل.