تسمية شيخ الأعمش، فقال الأولون: عمارة، وقال هذان: إبراهيم التيميّ، وقد

ذكر الإسماعيليّ أن محمد بن فضيل، وشجاع بن الوليد، وقطبه بن عبد العزيز،

وافقوا أبا شهاب على قوله: "عمارة، عن الحارث"، ثم ساق رواياتهم،

وطريق قطبة عند مسلم أيضًا.

قوله: "وقال أبو معاوية: حدّثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن

عبد الله، وعن إبراهيم التيميّ، عن الحارث بن سُويد، عن عبد الله" يعني: أن

أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش، عن عمارة بن عمير،

وإبراهيم التيميّ جميعًا، لكنه عند عمارة عن الأسود، وهو ابن يزيد النخعيّ،

وعند إبراهيم التيميّ عن الحارث بن سُويد، وأبو شهاب ومن تبعه جعلوه عند

عمارة عن الحارث بن سويد، قال الحافظ: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها

في شيء من السنن والمسانيد (?) على هذين الوجهين، فقد أخرجه الترمذيّ عن

هناد بن السريّ، والنسائيّ عن محمد بن عبيد، والإسماعيليّ من طريق أبي

همام، ومن طريق أبي غريب، ومن طريق محمد بن طَرِيف، كلهم عن أبي

معاوية، كما قال أبو شهاب، ومن تبعه، وأخرجه النسائيّ عن أحمد بن حرب

الموصليّ، عن أبي معاوية، فجمع بين الأسود والحارث بن سُويد، وكذا

أخرجه الإسماعيليّ من طريق أبي غريب، ولم أره من رواية أبي معاوية عن

الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، وإنما وجدته عند النسائيّ من رواية عليّ بن

مُسهر، عن الأعمش كذلك.

وفي الجملة فقد اختُلف فيه على عمارة في شيخه، هل هو الحارث بن

سويد، أو الأسود؟ ، وتبيَّن مما ذكرته أنه عنده عنهما جميعًا، واختُلف على

الأعمش في شيخه، هل هو عمارة، أو إبراهيم التيميّ؟ وتبيَّن أيضًا أنه عنده

عنهما جميعًا، والراجح من الاختلاف كلّه ما قال أبو شهاب، ومن تبعه،

ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدّر به البخاريّ كلامه، فأخرجه موصولًا، وذَكَر

الاختلاف معلّقًا، كعادته في الإشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015