مسائل تتعلَّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله عمر - رضي الله عنهما - هذا متَّفقٌ عليه.
[تنبيه]: قال في "الفتح": لَمْ يُخرج الشيخان هذا الحديث إلَّا من رواية
ابن عمر، وجاء بإسناد صحيح عن أنس، أخرجه الطبرانيّ في "الدعاء"، من
وجه آخر حسن، وبإسناد حسن عن أبي هريرة، وهو في "صحيح ابن حبان"،
وأخرجه الطبرانيّ من وجه آخر، عن أبي هريرة، وعن النعمان بن بشير، من
ثلاثة أوجه حسان، أحدها عند أحمد، والبزار، وكلها عند الطبرانيّ، وعن
عليّ، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن أبي أوفي، بأسانيد
ضعيفة، وقد استوعب طرقه أبو عوانة في "صحيحه"، والطبرانيّ في "الدعاء".
واتفقت الروايات كلها على أنَّ القصص الثلاثة في الأجير، والمرأة،
والأبوين، إلَّا حديث عقبة بن عامر، ففيه بدل الأجير أن الثالث: "قال: كنت
في غنم أرعاها، فحضرت الصلاة، فقمت أصلي، فجاء الذئب، فدخل الغنم،
فكرهت أن أقطع صلاتي، فصبرت حتى فرغت"، فلو كان إسناده قويًّا لَحُمل
على تعدد القصة.
ووقع في رواية الباب من طريق عبيد الله العمريّ، عن نافع تقديم
الأجير، ثم الأبوين، ثم المرأة، وخالفه موسى بن عقبة من الوجهين، فقدَّم
الأبوين، ثم المرأة، ثم الأجير، ووافقته رواية سالم، وفي حديث أبي هريرة
المرأة، ثم الأبوين، ثم الأجير، وفي حديث أنس الأبوين، ثم الأجير، ثم
المرأة، وفي حديث النعمان الأجير، ثم المرأة، ثم الأبوين، وفي حديث
عليّ، وابن أبي أوفى معًا المرأة، ثم الأجير، ثم الأبوين، وفي اختلافهم دلالة
على أنَّ الرواية بالمعنى عندهم سائغةٌ شائعة، وأن لا أثر للتقديم والتأخير في
مثل ذلك، قال الحافظ: وأرجحها في نظري رواية موسى بن عقبة؛ لموافقة
سالم لها، فهي أصحّ طرق هذا الحديث، وهذا من حيث الإسناد، وأما من
حيث المعنى فيُنظر أيّ الثلاثة كان أنفع لأصحابه، والذي يظهر أنه الثالث؛
لأنَّه هو الذي أمكنهم أن يخرجوا بدعائه، وإلا فالأول أفاد إخراجهم من
الظُّلمة، والثاني أفاد الزيادة في ذلك، هامكان التوسل إلى الخروج بأن يمر
مثلًا هناك من يعالج لهم، والثالث هو الذي تهيأ لهم الخروج بسببه، فهو