ينصر، وقال ابن التين: هو بضم الراء في أكثر الأمهات، وقال الجوهريّ: إنه

بكسرها، وهو دعاء في حورة الأمر، قال: وقوله: "فرجة" بضم الفاء،

وفتحها، والفرجة في الحائط كالشقّ، والفرجة: انفراج الكروب، وقال

النحاس: الفرجة بالفتح في الأمر، والفرجة بالضم فيما يُرى من الحائط

ونحوه، قال العينيّ: الفرجة هنا بالضم قطعًا على ما لا يخفى. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: من باب نصر ينصر هذا مخالف لِمَا في

"الصحاح"، و"القاموس"، و"شرحه"، و"المصباح"، فقد ضُبط في كلها من

باب ضرب، لا من باب نصر، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ) جملة في محلّ نصب صفة لـ "فرجةً"، وفيه

تقييد لأطلاق قوله في رواية أخرى: "ففَرِّج عنا ما نحن فيه". (فَفَرَجَ) بتخفيف

الراء، وتشديدها، (اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ) ووقع في رواية للبخاريّ

بلفظ: "فانساخت عنهم الصخرة"؛ أي: انشقت، وأنكره الخطابيّ؛ لأنَّ معنى

انساخ بالمعجمة: غاب في الأرض، ويقال: انصاخ بالصاد المهملة، بدل

السين؛ أي: انشق من قِبَل نفسه، قال: والصواب: انساحت، بالحاء المهملة؛

أي: اتسعت، ومنه ساحة الدار، قال: وانصاح بالصاد المهملة بدل السين؛

أي: تصدع، يقال ذلك للبرق.

وتعقّبه الحافظ، فقال: الرواية بالخاء المعجمة صحيحة، وهي بمعنى

انشقّت، وإن كان أصله بالصاد، فالصاد قد تُقلب سينًا، ولا سيما مع الخاء

المعجمة، كالصخر والسخر، ووقع في حديث سالم: "فانفرجت شيئًا، لا

يستطيعون الخروج"، وفي حديث النعمان بن بشير: "فانصدع الجبل، حتى رأوا

الضوء" وفي حديث عليّ: "فانصدع الجبل، حتى طمعوا في الخروج، ولم

يستطيعوا"، وفي حديث أبي هريرة وأنس: "فزال ثلث الحجر" (?).

(وَقَالَ الآخَرُ) وفي رواية: "وقال الثاني"، (اللَّهُمَّ إِنَّهُ)؛ أي: الشأن، قال

الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: ذكّر ضمير الشأن، والمذكور في التفسير مؤنث، وهذا يدلّ على

جواز ذلك. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015