[قلت]: ذكر الحكيم الترمذيّ وغيره أن الوصف بكون النساء أكثر أهل
النار كان قبل الشفاعة فيهنّ، فإذا دخلن الجنَّة بالشفاعة أو غيره يكون لكل
رجل زوجتان، فيكنّ أكثر أهل الجنة. انتهى بتصرّف (?)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عمران بن حصين -رضي الله عنهما- بهذا السياق من أفراد
المصنّف -رحمه الله-.
[تنبيه]: أخرج البخاريّ -رحمه الله- حديث عمران بن حصين -رضي الله عنهما- هذا في
"صحيحه" من عدّة طُرُق عن أبي رجاء الْعُطارديّ، عن عمران -رضي الله عنه-، ولفظه:
عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما-، عن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- قال: "اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر
أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء". انتهى.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 6917 و 6918] (2738)، و (أحمد) في
"مسنده" (4/ 427 و 443)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7457)، و (الحاكم)
في "المستدرك" (4/ 644)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (18/ 239 و 263
و264)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (1448)، و (القضاعيّ) في "مسند الشهاب"
(2/ 111)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (3/ 85)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): ذكر الحافظ وليّ الدين العراقيّ -رحمه الله- في "شرح
التقريب" بحثًّا يتعلّق بحديث الباب، فقال: استَدَلّ به أبو هريرة -رضي الله عنه- على أن
النساء في الجنة أكثر من الرجال، ففي "صحيح مسلم" عن محمد بن سيرين
قال: أما تفاخروا، أما تذاكروا، الرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال أبو
هريرة: لو لم يقل أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر
ليلة البدر، والتي تليها على أضوء كوكب دُرّيّ في السماء، لكل امرئ منهم
زوجتان اثنتان، يُرَى مُخّ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب"، وفي
رواية له: "اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا هريرة،