مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-: "اطلعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكثَرَ أَهْلِهَا الْفقَرَاءَ، وَاطَلعْتُ فِي النَّارِ،
فَرَأَيْتُ أَكثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) المعروف بابن عُليّة، تقدّم قريبًا.
2 - (أيُّوبُ) بن أبي تميمة كيسان السختيانيّ، أبو بكر البصريّ، تقدّم
أيضًا قريبًا.
3 - (أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ) عمران بن مِلْحان -بكسر الميم، وسكون
اللام، بعدها مهملة- ويقال: ابن تيم، ويقال: ابن عبد الله، البصريّ، مشهور
بكنيته، وقيل غير ذلك في اسم أبيه، مخضرمٌ ثقةٌ مُعَمَّر [2] مات سنة خمس
ومائة، وله مائة وعشرون سنةَ (ع) تقدم في "الإيمان" 62/ 345.
4 - (ابْنُ عَبَّاسٍ) عبد الله الحبر البحر -رضي الله عنهما-، تقدّم قريبًا.
و"زُهير بن حرب" ذُكر قبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسل بالبصريين غير شيخه،
فنسائيّ، ثم بغداديّ، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ مخضرم، وفيه ابن عبّاس -رضي الله عنهما-
حبر الأمة، وبحرها، وأحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ) عمران بن ملحان، أو ابن تيم؛ أنه (قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ) -رضي الله عنهما- (يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم-: "اطَّلعْتُ) بتشديد الطاء؛ أي:
أشرفت، ونظرت (فِي الْجَنَّةِ) قال الطيبيّ -رحمه الله-: ضمّن "اطلعت" معنى تأملت؛
أي: فعدّاه بـ "في"، وقوله: (فَرَأَيْتُ) بمعنى: علمت، ولذا عدّاه إلى مفعولين،
ولو كان "رأيت" بمعناه الحقيقيّ لكفاه مفعول واحد. انتهى.
قال الحافظ: ظاهره أنه رأى ذلك ليلة الإسراء، أو منامًا، وهو غير رؤيته
النار، وهو في صلاة الكسوف، ووَهِم مَن وَحّدهما. انتهى (?).