5 - (ومنها): أن فيه دليلًا على أن الجنة والنار مخلوقتان.
6 - (ومنها): بيان كثرة دخول النساء النار، وقد بيّن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- سببه فيما
أخرجه الشيخان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "أُريت النار، فإذا
أكثر أهلها النساء، يكفرن، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكْفُرن العشير، ويكفرن
الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهرَ، ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت
منك خيرًا قط".
وأخرجا أيضًا من حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صلي الله عليه وسلم-
في أضحى، أو فِطر إلى المصلى، فمرّ على النساء، فقال: "يا معشر النساء
تصدّقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تُكثرن
اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبّ الرجل
الحازم من إحداكنّ، قلن: وما نقصان ديننا، وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس
شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها،
أليس إذا حاضت لم تصلّ، ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها".
7 - (ومنها): ما قاله المهلب -رحمه الله-: فيه من الفقه أن أقرب ما يُدخل به
الجنة التواضع لله تعالى، وأن أبعد الأشياء من الجنة التكبر بالمال وغيره،
وإنما صار أصحاب الجد محبوسين؛ لِمَنعهم حقوق الله الواجبة للفقراء في
أموالهم، فحُبسوا للحساب عما منعوه، فأما من أدّى حقوق الله في أمواله، فإنه
لا يُحبس عن الجنة، إلا أنهم قليل؛ إذ أكثر شأن المال تضيع حقوق الله فيه؛
لأنه محنة وفتنة، ألا ترى قوله: "فكان عامة من دخلها المساكين"، وهذا يدلّ
على أن الذين يؤدون حقوق المال، وَيسْلمون من فتنته هم الأقل، وقد احتُج
بهذا الحديث في فضل الفقر على الغنى (?)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوَّل الكتاب قال:
[6913] (2737) - (حَدَّثنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ أيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاء الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ