و (أحمد) في "مسنده" (5/ 205 و 209)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (421)،
و(ابن حبّان) في "صحيحه" (675)، و (الخطيب) في "تاريخ بغداد" (5/ 149)،
و(البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (7/ 337)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"
(4064)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): أن فيه بيان عَلَمٍ من أعلام النبوّة، حيث أخبر النبيّ -صلي الله عليه وسلم-بما
أطلعه الله على بعض مغيباته، فأخبر به أمته تحذيرًا لها.
2 - (ومنها): ما قاله الإمام ابن حبّان -رحمه الله- في "صحيحه" بعد إخراجه
الحديث: اطلاعه -صلى الله عليه وسلم- إلى الجنة والنار معًا كان بجسمه، ونظره العيان، تفضلًا
من الله جلّ وعلا عليه، وفَرْقًا فرّق به بينه وبين سائر الأنبياء -عليه السلام-، فأما
الأوصاف التي وَصَف أنه رأى أهل الجنة بها، وأهل النار بها، فهي أوصاف
صُوِّرت له -صلى الله عليه وسلم-، ليعلم بها مقاصد نهاية أسباب أمته في الدارين جميعًا؛ ليرغِّب
أمته بأخبار تلك الأوصاف لأهل الجنة؛ ليرغبوا، ويرهّبهم بأوصاف أهل النار؛
ليرتدعوا عن سلوك الخصال التي تؤديهم إليها. انتهى (?).
3 - (ومنها): بيان أن الفقراء هم أسبق أهل الجنّة دخولًا الجنَّة، وذلك
لعدم ما يعوقهم من دخولها؛ حيث لا مال لهم يُحاسبون عليه، وعليه يدلّ
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، مرفوعًا: "يدخل فقراء المسلمين الجنة، قبل الأغنياء
بنصف يوم، خمس مائة عام"، ورواه الترمذيّ، والنسائيّ، وقال الترمذيّ:
حسنٌ صحيح.
4 - (ومنها): بيان أن الغنى محلّ خطر لأصحابه؛ حيث يحبسهم من
دخول الجنّة بسبب المحاسبة به، وعليه يدل ما أخرجه الترمذيّ من حديث أبي
برزة الأسلميّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ ، وعن علمه فيم فعل؟ ، وعن ماله من أين
اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ "، قال الترمذيّ: هذا حديث حسن
صحيح.