محبوس، والثاني غير محبوس. انتهى (?). (أَصْحَابَ النَّارِ)؛ أي: الكفار الذين

استحقوا دخول النار، (فَقَدْ أمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ)؛ أي: فلا يوقفون في

العرَصات، بل يساقون إليها، ويوقف المسيئون في العرصات للحساب،

والمساكين هم السابقون إلى الجنة؛ لفقرهم، وخفة ظهورهم. (وَقُمْتُ عَلَى بَاب

الئارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ")؛ أي: لأنهن يَكْفُرن العشير، ويُنكرنَ

الإحسان، كما جاء في الحديث. قيل: هذا يدلّ على أن الفقر أفضل من

الغنى، وهو مذهب الجمهور، والخلاف فيه مشهور.

قال القرطبيّ: إنما كان النساء أقلّ ساكني الجنة؛ لِمَا يغلب عليهنّ من

الهوى، والميل إلى عاجل زينة الدنيا، والإعراض عن الآخرة؛ لِنَقْص عقلهنّ،

وسرعة انخداعهنّ.

[تنبيه]: قال في "العمدة": "إذا" هنا كلمة للمفاجأة، أضيفت إلى

الجملة؛ لأن قوله: "عامة من دخلها"، مبتدأ، وقوله: "النساء" خبره. انتهى (?).

وقال العكبريّ: "إذا"، هنا للمفاجأة، وهي ظرف مكان، والجيد هنا أن

يُرفع "المساكين" على أنه خبر "عامّة من دخلها"، وكذا رفع "محبوسون" على

أنه الخبر، و"إذا" ظرف للخبر، ويجوز أن يُنصب "محبوسين" على الحال،

وتُجعل "إذا" خبره، والتقدير: فبالحضرة أصحاب الجدّ، فيكون "محبوسين"

حالًا، والرفع أجود، والعامل في الحال "إذا"، وما يتعلق به من الاستقرار،

وأصحاب صاحب الحال. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث: -

(المسألة الأولى): حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 6912] (2736)، و (البخاريّ) في "النكاح"

(5196) وفي "الرقاق" (6547)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (20611)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015