أنس -رضي الله عنه-، رفعه: "الدعاء مُخّ العبادة" (?).
وقد تواردت الآثار عن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- بالترغيب في الدعاء، والحثّ عليه؛
كحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، رفعه: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"، أخرجه
الترمذيّ، وابن ماجه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وحديثه رفعه: "من لم
يسأل الله يغضب عليه"، أخرجه أحمد، والبخاريّ في "الأدب المفرد"،
والترمذيّ، وابن ماجه، والبزار، والحاكم، كلهم من رواية أبي صالح الْخُوزيّ
- بضم الخاء المعجمة، وسكون الواو، ثم زاي- عنه، وهذا الخوزي مختلَف
فيه، ضعّفه ابن معين، وقوّاه أبو زرعة.
قال الحافظ: وظنّ الحافظ ابن كثير أنه أبو صالح السمّان، فجزم بأن
أحمد تفرّد بتخريجه، وليس كما قال، فقد جزم شيخه المزيّ في "الأطراف"
بما قلته.
ووقع في رواية البزار، والحاكم، عن أبي صالح الْخُوزيّ، سمعت
أبا هريرة.
قال الطيبيّ -رحمه الله-: معنى الحديث: أن من لم يسأل الله يُبغضه،
والمبغوض مغضوب عليه، والله يحب أن يُسأل. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: وإلى معنى هذا الحديث أشار من قال، وأجاد
في المقال [من البسيط]:
لَا تَسْأَلَن بُنَيَّ آدَمَ حَاجَةً ... وَسَلِ الَّذِي أَبْوَابُهُ لَا تُحْجَبُ
اللَّهُ يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ ... وَبُنَيّ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ
قال: ويؤيده حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- رفعه: "سلوا الله من فضله، فإن الله
يحب أن يُسأل"، أخرجه الترمذيّ (?).
وله من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- رفعه: "إن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم
ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء"، وفي سنده لِيْن، وقد صححه مع ذلك
الحاكم.