آمِينَ)؛ أي: استجب يا الله دعاء هذا الداعي، ثم بعد التأمين قال له: (وَلَكَ
بِمِثْلٍ")؛ أي: لك مثل ما دعوت به لأخيك. (قَالَ) صفوان: (فَخَرَجْتُ) من
منزل أبي الدرداء بعدما سمعت الحديث من أم الدرداء مرسَلًا، (إِلَى السُّوقِ،
فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ) -رضي الله عنه- (فَقَالَ لِي) أبو الدرداء (مِثْلَ ذَلِكَ)؛ أي: مثل ما قالت
أمّ الدرداء من سؤاله عن حجه العام، وطلب الدعاء منه، وإخباره بالحديث،
حال كون أبي الدرداء -رضي الله عنه- (يَرْوِيهِ)؛ أي: ينقله مباشرة (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) لا كما
روته أم الدرداء بالإرسال.
والحديث من أفراد المصنّف، وقد سبق تخريجه، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[6906] ( ... ) - (وَحَدَّثناهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ).
رجال هذا الإسناد: ثلاثة:
1 - (يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ) السلميّ، أبو خالد الواسطيّ، تقدّم قريبًا.
والباقيان ذُكرا في الباب وقبله.
وقوله: (وَقَالَ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ) فاعل "قال" ضمير
يزيد بن هارون؛ يعني: أن يزيد قال في روايته: "عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
صَفْوَانَ" ذَكَره بنَسَبه، بخلاف عيسى بن يونس، فإنه قال: "عن صفوان" ولم
يذكر نَسَبه، وأما قوله: "وهو ابن عبد الله بن صفوان" فإنه ملحَق ممن بعده،
فتنبّه.
[تنبيه]: رواية يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان هذه ساقها
الإمام أحمد -رحمه الله- في "مسنده"، فقال:
(27599) - حدّثنا يزيد بن هارون، أنا عبد الملك، عن أبي الزبير، عن
صفوان بن عبد الله، وكانت تحبه أم الدرداء، فأتاهم، فوجد أم الدرداء،
فقالت له: أتريد الحج العام؟ فقال: نعم، قالت: فادع لنا بخير، فإن النبيّ -صلي الله عليه وسلم-
كان يقول: "إن دعوة المرء المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه