مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ الله-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [23/ 6903 و 6904 و 6905 و 6906] (2732

و2733)، و (أبو داود) في "الصلاة" (1534)، و (البخاريّ) في "الأدب المفرد"

(625)، و (ابن ماجه) في "الحجّ" (2895)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"

(10/ 197 و 198)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 195 و 2/ 456)، و (عبد بن

حُميد) في "مسنده" (1/ 98)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (989)، و (الطبرانيّ)

في "الكبير" (24/ 254) وفي "الدعاء" (1/ 395)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"

(3/ 353) و "شُعب الإيمان" (6/ 502)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (1397)،

والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان استحباب دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.

2 - (ومنها): بيان أن دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب سبب لاستجابة

دعائه، فلذا كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه دعا لأخيه بالغيب.

3 - (ومنها): ما قاله النوويّ -رَحِمَهُ الله-: وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم

بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا

لجملة المسلمين، فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو

لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب، ويحصل له مثلها.

انتهى (?).

4 - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ الله-: قوله: "ما من عبد مسلم يدعو":

المسلم هنا هو الذي سَلِم المسلمون من لسانه ويده، الذي يحبّ للناس ما

يحبّ لنفسه؛ لأنَّ هذا هو الذي يحمله حاله وشفقته على أخيه المسلم أن يدعو

له بظهر الغيب؛ أي: في حال غيبته عنه، وإنما خصّ حالة الغيبة بالذكر؛

لِبُعدها عن الرياء، والأغراض المُفسدة، أو المُنقصة، فإنَّه في حال الغيبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015