يتمحّض الاخلاص، ويصحّ قصد وجه الله تعالى بذلك، فيوافقه الملك في

الدعاء، ويبشّره على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن له مثل ما دعا به لأخيه، والأخوة

هنا هي الأخوة الدينية، وقد تكون معها صداقة، ومعرفة، وقد لا يكون، وقد

يتعيَّن، وقد لا يتعين، فإنَّ الإنسان إذا دعا لإخوانه المسلمين حيث كانوا،

وصَدَق الله في دعائه، وأخلص فيه في حال الغَيبة عنهم، أو عن بعضهم، قال

الملَك له ذلك القول، بل قد يكون ثوابه أعظم؛ لأنَّه دعا بالخير، وقَصَده

للإسلام، ولكل المسلمين، والله تعالى أعلم. انتهى (?).

وبالسند المتّصل إلى المؤئف -رَحِمَهُ الله- أوّلَ الكتاب قال:

[6904] ( ... ) - (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ،

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَرْوَانَ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ:

حَدَّثَتْنِي أمّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيّدِي؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:

"مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَلُ بِهِ: "آمِينَ" وَلَكَ بِمِثْلٍ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدَّم قبل ثلاثة أبواب.

2 - (النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ) المازنيّ، أبو الحسن النحويّ البصريّ، نزيل

مرو، ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [9] (ت 204) وله اثنتان وثمانون سنة (ع) تقدم في

"المقدمة" 6/ 39.

3 - (مُوسَى بْنُ سَرْوَانَ الْمُعَلِّمُ) "سروان" بالسين المهملة، ويقال: ثروان

بالثاء المثلَّثة، ويقال: بالفاء بدل المثلثة (?)، العجليّ البصريّ، ثقة [7].

رَوى عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز، وأبي المتوكل الناجيّ، وبُديل بن

ميسرة، ومورّق العجليّ، وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015