الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل

بعض حروفه عن بعض، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك

لم تجئ مفردة، ولم تطلق عليه إلا مقترنة، فاعلمه.

فلو قلت: يا مذلّ، يا ضارّ، يا مانع، وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه،

ولا حامداً له، حتى تذكر مقابلها.

قال: وإن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات

لا تقتضي كمالاً ولا نقصاً، وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسماً رابعاً،

وهو ما يكون كمالاً ونقصاً باعتبارين، والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة،

وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محض، فهو موصوف من

الصفات بأكملها، وله من الكمال أكمله، وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته،

هي أحسن الأسماء، وأكملها، فليس في الأسماء أحسن منها، ولا يقوم غيرها

مقامها، ولا يؤدي معناها، وتفسيرُ الاسم منها بغيره ليس تفسيراً بمرادف

محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم.

وإذا عرفت هذا، فله من كل صفة كمال أحسن اسم، وأكمله، وأتمّه

معنى، وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب، أو نقص، فله من صفة الإدراكات:

العليم الخبير، دون العاقل الفقيه، والسميع البصير، دون السامع والباصر

والناظر.

ومن صفات الإحسان: البرّ الرحيم الودود، دون الرفيق والشفوق،

ونحوهما، وكذلك العلي العظيم، دون الرفيع الشريف، وكذلك الكريم دون

السخي، والخالق البارئ المصور، دون الفاعل الصانع المشكِّل، والغفور

العفوّ، دون الصفوح الساتر، وكذلك سائر أسمائه تعالى يجري على نفسه،

منها أكملها، وأحسنها، وما لا يقوم غيره مقامه.

فأسماؤه أحسن الأسماء، كما أن صفاته أكمل الصفات، فلا تعدِل عما

سمى به نفسه إلى غيره، كما لا تتجاوز ما وصف به نفسه، ووَصَفه به

رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى ما وَصَفه به المُبْطِلون والمعطِّلون.

قال: ومن أسمائه الحسنى ما يكون دالّاً على عدة صفات، ويكون ذلك

الاسم متناولاً لجميعها تناوُلَ الاسم الدال على الصفة الواحدة لها، كما تقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015