عرفها، أو أحاط بمعانيها، أو عمل بمقتضاها، بأن وَثَق بالرزق إذا قال:
الرزاق مثلاً، وهكذا، وعدّها كلمة كلمة؛ تبركاً، وإخلاصاً.
وقوله: "تسعة وتسعون اسماً" ليس للحصر بها، ودليل ذلك خبر:
"أسألك بكلّ اسم سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من
خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، وإنما خصّها لأنها أشهرها، أو
أظهرها معنى، أو لتضمّنها معاني ما عداها، أو لأن العدد زوج وفرد، والفرد
أفضل، ومنتهى الإفراد بلا تكرار تسعة وتسعون، أو لغير ذلك. انتهى (?).
وقال العلامة ابن القيّم - رحمه الله -: قوله: "إن لله تسعة وتسعين اسماً ...
إلخ"، الكلام جملة واحدة، وقوله: "من أحصاها دخل الجنة" صفة لا خبر
مستقلّ، والمعنى: له أسماء متعددة، من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة،
وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها، وهذا كما تقول: لفلان مائة مملوك،
وقد أعدّهم للجهاد، فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم، مُعَدُّون لغير
الجهاد، وهذا لا خلاف بين العلماء فيه. انتهى (?).
(دَخَلَ الْجَنَّةَ) عبَّر بالماضي تحقيقاً لوقوعه، وتنبيهاً على أنه وإن لم يقع
فهو في حكم الواقع لأنه كائن لا محالة (?).
(وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ)؛ يعني: أنه واحد، لا شريك له، والوِتر بكسر الواو،
وفَتحها، وقرئ بهما، (يُحِبُّ الْوِتْرَ") من الأعمال، وكثير من الطاعات، ولهذا
جعل الله الصلوات خمساً، والطواف سبعاً، ونَدَب التثليث في أكثر الأعمال،
وخلق السموات سبعاً، والأرضين سبعاً، وغير ذلك (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وإن الله وتر" يجوز فتح الواو، وكسرها،
والوتر: الفرد، ومعناه في حقّ الله: أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته، ولا
انقسام.