(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): الحثّ والتحريض على الدعوة إلى الخيرات، وسَنّ السنن

الحسنات.

2 - (ومنها): التحذير من الدعوة إلى البدع والخرافات التي لا يؤيّدها

دليلٌ شرعيّ، بل يردّها ويُبطلها، قال النوويّ -رحمه الله-: هذا الحديث، وحديث

جرير المتقدّم صريحان في الحثّ على استحباب سنّ الأمور الحسنة، وتحريم

سَنّ الأمور السيّئة، وأن من سن سُنَّة حسنة كان له مثل أجر كلّ من يعمل بها

إلى يوم القيامة، ومن سن سُنَّة سيئة كان عليه مثل وِزر كل من يعمل بها إلى

يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة

كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه، أم

كان مسبوقًا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير

ذلك. انتهى (?).

3 - (ومنها): أن بعض الأعمال لا ينقطع ثوابها، وكذا أوزارها، وهي

التي تكون سببًا للاقتداء بفاعلها، فيجب على العاقل أن يكون مفتاحًا للخير،

لا مفتاحًا للشرّ، وقد أخرج ابن ماجه في "سننه" من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنهما-

أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى

لعبد جعله الله مفتاحًا للخير، مِغْلاقًا للشر، وويل لعبد جعله الله مِفتاحًا للشرّ،

مِغلاقًا للخير" (?).

4 - (ومنها): ما قاله ابن عبد البرّ -رحمه الله-: هذا الحديث أبلغ شيء في

فضل تعليم العلم اليوم، والدعاء إليه، وإلى جميع سبل الخير والبرّ (?).

5 - (ومنها): ما قاله بعضهم: إن في هذا الحديث وحديث: "من سنّ

سُنَّة حسنةً إلخ" المتقدم ما يدلّ على أن كل أجر حصل للدالّ والداعي حصل

للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- مثله زيادةً على ما له من الأجر الخاصّ من نفسه على دلالته، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015