والغلام من الاغتلام، وهو شدّة الشَّبَق. انتهى (?).

(الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ) قال أبو عبد الله القرطبيّ -رحمه الله- في "تفسيره": في

البخاريّ: قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانًا يلعبون، فأخذ غلامًا كافرًا،

فأضجعه، ثم ذبحه بالسكين، {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} لم تعمل

بالحنث، وفي "الصحيحين": "ثم خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على

الساحل، إذ أبصر الخضر غلامًا يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده

فاقتلعه بيده، فقتله ... "، وقيل: إن الخضر مرّ بغلمان يلعبون، فأخذ بيده

غلامًا ليس فيهم أضوأ منه، وأخذ حجرًا، فضرب به رأسه حتى دمغه، فقتله،

قال القرطبيّ: ولا اختلاف بين هذه الأحوال الثلاثة، فإنه يَحْتَمِل أن يكون

دمغه أوّلًا بالحجر، ثم أضجعه، فذبحه، ثم اقتلع رأسه، والله أعلم بما كان

من ذلك، وحَسْبك بما جاء في "الصحيح". انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: ما في "الصحيحين" من قوله: "فاقتلع رأسه

بيده" هو المعوّل عليه، وأما القولان الآخران، فلا يُعوّل عليهما، فتنبّه، والله

تعالى أعلم.

(طُبعَ كَافِرًا) بالبناء للمفعول، وفي رواية: "طُبع يوم طُبع كافرًا"؛ أي:

خُلق يوم خُلق كافرًا؛ يعني: خُلق على أنه يَختار الكفر، فلا ينافي ما تقدّم من

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة"؛ إذ المراد بالفطرة: استعداد قبول

الإسلام، وهو لا ينافي كونه شقيًّا في جِبِلّته (?). (وَلَوْ عَاشَ) ذلك الغلام

(لأَرْهَقَ أبوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا")؛ أي: حَمَلهما عليهما، وألحقهما بهما، والمراد

بالطغيان ها هنا: الزيادة في الضلال، قاله النوويّ، وقال السنديّ: أي:

كلّفهما الطغيان، وحَمَلهما عليه، وعلى الكفر؛ أي: ما تَرَكهما على الإيمان.

انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015