قال شيخنا: وهذا حديث موضوع، وأحمد أجلّ من أن يَحتج بمثله،

وإنما أراد حديث عائشة: "الله أعلم بما كانوا عاملين".

[ثالثها]: أنهم يكونون في برزخ بين الجنة والنار؛ لأنهم لم يعملوا

حسنات يدخلون بها الجنة، ولا سيئات يدخلون بها النار.

قال ابن القيّم: وهذا أيضًا ليس بشيء، فإنه لا دار للقرار إلا الجنة

والنار، وأما الأعراف، فإن مآل أصحابها إلى الجنة، كما قاله الصحابة - رضي الله عنهم - (?).

[رابعها]: خَدَم أهل الجنة، وفيه حديث عن أنس، ضعيف، أخرجه أبو

داود الطيالسيّ، وأبو يعلى، وللطبرانيّ، والبزار، من حديث سمرة مرفوعًا:

"أولاد المشركين خَدَم أهل الجنة"، وإسناده ضعيف.

[خامسها]: أنهم يصيرون ترابًا، رُوي عن ثمامة بن أشرس.

[سادسها]: هم في النار، حكاه عياض عن أحمد، وغلّطه ابن تيمية، بأنه

قول لبعض أصحابه، ولا يُحفظ عن الإمام أصلًا.

[سابعها]: أنهم يُمتحنون في الآخرة، بأن تُرفع لهم نار، فمن دخلها

كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن أبى عُذّب، أخرجه البزار، من حديث أنس،

وأبي سعيد، وأخرجه الطبرانيّ من حديث معاذ بن جبل، وقد صحت مسألة

الامتحان في حقّ المجنون، ومن مات في الفترة، من طرق صحيحة، وحَكَى

البيهقيّ في "كتاب الاعتقاد" أنه المذهب الصحيح، ومال إليه ابن القيّم، قال:

وهذا أعدل الأقوال، وبه يُجمع بين شمل الأدلّة، وتتّفق الأحاديث في هذا

الباب.

قال الجامع عفا الله عنه: لو صحّت أحاديث امتحان الأطفال لكان هذا

المذهب أعدل المذاهب، وأرجحها، كما قال ابن القيّم، لكنها غير ثابتة، فقد

أخرجها أبو يعلى الموصليّ من حديث أنس - رضي الله عنه -، وفي سنده ليث بن أبي

سُليم، وهو متروك، وأخرجها الذهليّ، والبزّار من حديث أبي سعيد

الخدريّ - رضي الله عنه -، وفي سندها عطيّة العوفيّ، وهو ضعيف جدًّا، ورُوي من حديث

معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، وفي سنده عمرو بن واقد الدمشقيّ، وهو متروك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015