إلا من السرقة، فوجب أن نقول: طول عمره لم يأكل من رزقه شيئًا.

انتهى (?).

(فَمَا الأَجَلُ؟ ) الأجل هو الزمان الذي عَلِم الله عزوجل أن الشخص يموت

فيه، أو مدة حياته؛ لأنه يُطلق على غاية المدّة، وعلى المدّة (?).

(فَيُكْتَبُ) بالبناء للمفعول؛ أي: تُكتب هذه الأشياء، وَيحْتَمِل أن يكون

بالبناء للفاعل؛ أي: يكتب الملك (كَذَلِكَ)؛ أي: مثل ما أعلمه الله تعالى من

الذكورة، والشقاوة وضدّهما، والرزق، والأجل، (فِي بَطْنِ أُمِّهِ")؛ أي: في

رَحِمها.

وقال في "العمدة": قوله: "فيكتب" على صيغة المعلوم، قيل: الضمير

الذي هو فاعله هو الله تعالى، وقيل: يرجع إلى الملك، ويروى على صيغة

المجهول، وهذه الكتابة يجوز أن تكون حقيقة؛ لأنه أمر ممكن، والله على كل

شيء قدير، ويجوز أن تكون مجازًا عن التقدير.

قال الجامع عفا الله عنه: احتمال المجاز غير صحيح؛ فالصواب أنه

حقيقةٌ؛ إذ لا دليل يصرفه، ولا مانع من حَمْله عليه، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

وقوله: "في بطن أمه" ظرف لقوله: "يكتب" وهو المكتوب فيه،

والشخص هو المكتوب عليه، كما تقول: كتبت في الدار، فإن في الدار ظرف

لقولك: كتبت، والمكتوب عليه خارج عن ذلك، والتقدير أزليّ، وهو أمر

عقليّ محض، وشممى قضاء، والحاصل في البطن: تعلّقه بالمحل الموجود،

ويسمى قَدَرًا، والمكتوب هو الأمور الأربعة المذكورة (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا متفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 6707] (2646)، و (البخاريّ) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015