تعالى إذا أراد خَلْق عبد، فجامَع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عِرْق، وعضو

منها، فماذا كان يوم السابع جمعه الله تعالى، ثم أحضره في كل عرق له دون

آدم، {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8] ". قال ابن منده: إسناده متصل

مشهور على رسم أبي عيسى، والنسائيّ، وغيرهما (?).

وخرّج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبرانيّ من رواية مظهر بن الهيثم،

عن موسى بن عليّ بن رَبَاح، عن أبيه، عن جدّه، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لجدّه: "يا

فلان ما وُلد لك؟ " قال: يا رسول الله، وما عسى أن يولد لي؟ إما غلام، وإما

جارية، قال: "فمن يُشْبه؟ " قال جدّه: عسى أن يشبه أمه، أو أباه، قال: فقال

النبيّ-صلى الله عليه وسلم-: "لا يقولنّ أحدكم كذا، إن النطفة إذا استقرّت في الرحم أحضرها الله

كل نَسَب بينها وبين آدم، أمَا قرأت هذه الآية: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}

قال: سلكك"، وهذا إسناد ضعيف (?)، ومظهر عن موسى بن علي، عن أبيه أن

أباه لم يسلم إلا في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ يعني: أنه لا صحبة له.

ويشهد لهذا المعنى قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للذي قال له: ولدت امرأتي غلامًا

أسود، قال: "لعله نَزَعه عِرْقٌ" (?).

قوله: "ثم يكون عَلَقةً مثل ذلك"؛ يعني: أربعين يومًا، والعَلَقة: قطعة من

دم، "ثم يكون مضغة مثل ذلك"؛ يعني: أربعين يومًا، والمضغة: قطعة من

لحم، "ثم يرسل الله إليه الملَك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب

رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أم سعيد".

فهذا الحديث يدلّ على أنه يتقلّب في مائة وعشرين يومًا، في ثلاثة

أطوار، في كل أربعين يومًا منها يكون في طور، فيكون في الأربعين الأولى

نطفةً، ثم في الأربعين الثانية عَلَقةً، ثم في الأربعين الثالثة مضغةً، ثم بعد المائة

وعشرين يومًا يَنفُخ فيه المبكُ الروحَ، ويكتب له هذه الأربع الكلمات.

وقد ذَكر الله تعالى في القرآن في مواضع كثيرة تقلّب الجنين في هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015