الاحتساب؛ لأن الافتعال للاعتمال. انتهى، ومعنى الحديث: أن المرء يحشر
مع من أحبه، وله أجر ما احتسب في محبته. انتهى (?).
وقال المناويّ رحمه الله: "المرء مع من أحبّ" طبعًا وعقلًا وجزاءً ومحلًّا،
فكلُّ مهتمّ بشيء، فهو منجذب إليه، وإلى أهله بطبعه، شاء أم أبى، وكلُّ امرئ
يصبو إلى مناسِبه، رضي أم سَخِط، فالنفوس العلوية تنجذب بذواتها، وهممها،
وعملها إلى أعلى، والنفوس الدنية، تنجذب بذواتها، إلى أسفل، ومن أراد أن
يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى، أو الأسفل، فلينظر أين هو؟ ، ومع من هو؟
في هذا العالم، فإن الروح إذا فارقت البدن، تكون مع الرفيق الذي كانت
تنجذب إليه في الدنيا، فهو أَولى بها، فمن أحب الله فهو معه في الدنيا
والآخرة، إن تكلم فبالله، وإن نطق فمن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكت
فمع الله، فهو بالله، ولله، ومع الله، واتفقوا على أن المحبة لا تصحّ إلا بتوحد
المحبوب. انتهى (?).
[تنبيه]: قد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب
المحبين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين، وفي رواية أكثرهم
بهذا اللفظ، وفي بعضها بلفظ: "أنت مع من أحببت"، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن مسعود، أو عبد الله بن قيس - رضي الله عنهما -
هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف هنا [50/ 6695 و 6696 و 6697] (2640 و 2641)،
و(البخاريّ) في "الأدب" (6168 و 6169 و 6170)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"
(253)، وإ أحمد) في "مسنده" (1/ 392 و 4/ 392 و 395 و 398 و 405)،
و(ابن حبّان) في "صحيحه" (557)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (9/ 100)،
و(البزّار) في "مسنده" (5/ 101 و 8/ 33)، و (الشاشيّ) في "مسنده" (2/ 68)،