انتهى، وتناهى، وأنهى: بمعنى ترك، وهكذا الرواية المشهورة: "أبويه" با لتثنية،

وعند ابن ماهان: "أباه" بالباء الموحّدة، وعند عبد الغافر: "وإيّاه" بالياء من

تحتها، وكلٌّ له وجه واضح.

وفي هذا الحديث ما يدلّ على أن صغار أولاد المؤمنين في الجنة، وهو

قول أكثر أهل العلم، وهو الذي تدلّ عليه أخبار صحيحة كثيرة، وظاهر قوله

تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآية [الطور: 21]،

وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم، وهذا فيما عدا أولاد الأنبياء، فإنَّه قد

تقرّر الإجماع على أنهم في الجنة، حكاه أبو عبد الله المازريّ، وإنما الخلاف

في أولاد المشركين على ما يأتي إن شاء الله تعالى. انتهى (?).

وقال المناويّ رحمه الله: فيه أن أطفال المسلمين في الجنة، وهو إجماع من يُعْتَدّ

به، ولا عبرة بخلاف المجبّرة، ولا حجة لهم في خبر: "الشقيّ من شَقِي في بطن

أمه"؛ لأنه عامّ مخصوص، بل الجمهور على أن أطفال الكفار فيها. انتهى (?).

وقوله: (وَفِي رِوَايَةِ سُوَيْدٍ)؛ أي: ابن سعيد شيخه الأول، (قَالَ) سليمان

التيميّ والد المعتمر: (حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ) مصرحًا بالتحديث، بدل قول محمد بن

عبد الأعلى في روايته: "عن أبي السليل" بالعنعنة، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنف.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنف) هنا [47/ 6678 و 6679] (2635)، و (أحمد) في

"مسنده" (10628)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (1/ 191)، و (البيهقي) في

"الكبرى" (6934)، و (ابن عبد البر) في "التمهيد" (18/ 114)، والله أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[6679] ( ... ) - (وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى -يَعْني: ابْنَ

سَعِيدٍ - عَنِ التَّيْمِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا

تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: نَعَمْ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015