أو في غوصهم في نعيم الجنة، وكل ذلك فيه بُعْدٌ، وقد سمعت من بعض من
لقيته؛ أن الدُّعموص يراد به: الآذن على الْمَلِك، المتصرِّف بين يديه، وأنشد
لأمية بن أبي الصَّلْت [من مجزوّ الكامل المرفّل] (?):
دُعْمُوصِ أَبْوَابِ الْمُلُو ... كِ وَجَائِبٍ لِلْخَرْقِ فَاتِحْ
قلت: وهذا يناسب ما ذكره في هذا الحديث. انتهى كلام القرطبيّ (?).
وقال ابن الأثير رحمه الله: "دعاميص الجنة": جمع دُعْموص، فُسِّر بالدُّويبة
التي تكون في مستنقع الماء، قال: والدُّعموص: الدّخّال في الأمور؛ أي: إنهم
سيّاحون في الجنة، دَخّالون في منازلها، لا يُمنعون من موضع، كما أن الصبيان
في الدنيا لا يُمنعون من الدخول على الْحُرَم، ولا يَحتجب منهم أحد. انتهى (?).
(يَتَلَقَّى)؛ أي: يستقبل (أَحَدُهُمْ أَبَاهُ - أَوْ قَالَ: أَبَوَيْهِ) "أو" للشكّ من
الراوي، ولم يتبيّن لي من هو؟ أي: هل قال: "أباه"، أو قال: "أبويه". (فَيَأْخُذُ
بِثَوْبِهِ)؛ أي: بثوب أبيه، (أَوْ قَالَ: بِيَدِهِ) "أو" هنا أيضًا للشكّ، (كَمَا آخُذُ)
بالمدّ مضارع أخذتُ، وقوله: (أَنَا) ضمير منفصل مؤكّد للضمير المستتر في
"آخُذُ"، (بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ) بفتح الصاد المهملة، وكسر النون، هو طرفه، ويقال لها
أيضًا: صنيفةٌ، وقال القرطبيّ رحمه الله: هو بكسر النون، قال الجوهريّ: صَنِفة
الإزار -بكسر النون-: طَرَفه، وهو جانبه الذي لا هُدْب له، ويقال: هي حاشية
الثوب أيُّ جانب كان، وقال غيره: صَنِفة الثوب، وصنيفته: طرفه. انتهى.
وقوله: (هَذَا) بدل، أو عطف بيان لـ"ثوبك"، (فَلَا يَتَنَاهَى)؛ أي: لا يترك
أحدهم أباه، وقوله: (أَوْ قَالَ) "أو" للشكّ؛ أي: أو قَالَ الراوي بدلًا من
"يتناهى": (فَلَا يَنْتَهِي) وهو بمعنى "يتناهى"، (حَتَّى يُدْخِلَهُ)؛ أي: أحدَهم (اللهُ،
وَأَبَاهُ) معطوف على الضمير المنصوب، ويَحْتَمِل أن تكون الواو معيّة؛ أي: مع
أبيه، (الْجَنَّةَ") جعلنا الله سبحانه وتعالى من أهلها.
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "فلا يتناهى إلخ"؛ أي: ما يترك ذلك، يقال: