أخرج له المصنّف، والترمذيّ، وابن ماجه، وليس له في هذا الكتاب إلا
هذا الحديث.
5 - (عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ) الغِفَاريّ الكنانيّ المدنيّ، ثقةٌ فاضلٌ [3] مات في
خلافة يزيد بن عبد الملك بعد المائة (ع) تقدم في "الإيمان" 29/ 225.
و"عائشة" - رضي الله عنها - ذُكرت قبله.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ الْهَادِ) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، (أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي
زِيَادٍ) اسمه ميسرة، (مَوْلَى) عبد الله (بْنِ عَيَّاشِ) بن أبي ربيعة المخزوميّ،
(حَدَّثَهُ)؛ أي: حدّث ابنَ الهاد، (عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ) بكسر العين المهملة،
وتخفيف الراء، قال زياد: (سَمِعْتُهُ)؛ أي: سمعت عراكاً (يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ) الأمويّ الخليفة الراشد المتوفّى سنة (101) تقدّم في "المقدّمة" 6/ 46.
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - (أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ)؛ أي: فقيرة، قال الفيّوميّ:
القياس حذف الهاء؛ لأن بناء مِفْعِيل، ومِفْعَال في المؤنث لا تلحقه الهاء، نحو:
امرأةٍ مِعْطيرٍ، ومِكْسَالٍ، لكنها حُمِلت على فَقيرةٍ، فدخلت الهاء، والْمِسْكِينُ
مأخوذ من سَكَنَ المتحرك سُكُوناً: ذهبت حركته؛ لسكونه إلى الناس، وهو بفتح
الميم في لغة بني أسد، وبكسرها عند غيرهم، قال ابن السِّكِّيت: الْمِسْكِينُ الذي
لا شيء له، والْفَقِيرُ الذي له بُلْغَة من العيش، وكذلك قال يونس، وجعل الْفَقِيرَ
أحسن حالاً من الْمِسْكِينِ، قال: وسألت أعرابيّاً: أفقير أنت؟ فقال: لا والله،
بل مِسْكِينٌ، وقال الأصمعيّ: المِسْكِينُ أحسن حالاً من الْفَقِيرِ، وهو الوجه؛
لأن الله تعالى قال: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} [الكهف: 79]، وكانت تساوي
جملةً، وقال في حقّ الفقراء: {لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة: 273]، وقال ابن الأعرابيّ: الْمِسْكِينُ هو
الفقير، وهو الذي لا شيء له، فجَعَلهما سواءً، والْمِسْكِينُ أيضاً الذليلُ المقهورُ،
وإن كان غنيّاً، قال تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] انتهى (?).