الأعيان، والحضور في المحافل، إما باللسان، أو اليد واللسان؛ احتقاراً له،
فلا يُتْرَك أن يلج الباب فضلاً أن يقعد معهم، ويجلس بينهم (?).
(لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ")؛ أي: لو حلف على وقوع شيء، أوقعه الله
تعالى إكراماً له بإجابة سؤاله، وصيانته من الحِنث في يمينه، وهذا لعظيم منزلته
عند الله تعالى، وإن كان حقيراً عند الناس، وقيل: معنى القَسَم هنا الدعاء،
وإبراره إجابته (?).
وقال المناويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "لو أقسم"؛ أي: حلف على الله ليفعل شيئاً لأبرّه؛
أي: أبرّ قسمه، وأوقع مطلوبه إكراماً له، وصوناً ليمينه عن الحنث؛ لِعِظَم
منزلته عنده، أو معنى القَسَم: الدعاء، هابراره: إجابته، و"رُبّ" هنا للتقليل،
قال في "المغني": وليست هي للتقليل دائماً خلافاً للأكثر، ولا للتكثير دائماً
خلافاً لابن درستويه، وجَمْعٍ، بل للتكثير كثيراً، وللتقليل قليلاً. انتهى (?).
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "الأشعث": المتلبِّد الشعر غير المدّهنه، و"المدفوع
بالأبواب"؛ أي: عن الأبواب، فلا يُترَك بقربها احتقاراً له، ويصحّ أن يكون
معناه: يُدفع بسدّ الأبواب في وجهه، كلما أراد دخول باب من الأبواب، أو
قضاء حاجة من الحوائج، وقوله: "لو أقسم على الله لأبرّه"؛ أي: لو وقع منه
قَسَم على الله في شيء لأجابه الله تعالى فيما سأله؛ إكراماً له، ولطفاً به، وهذا
كما تقدَّم من قول أنس بن النضر - رضي الله عنه -: "لا والله لا تُكْسَر ثنيّة الرُّبَيِّع أبداً" (?)
فأبرّ الله قَسَمه، بأن جعل في قلوب الطالبين للقصاص الرضا بالدية، بعد أن
أبوا قبولها.
وكنحو ما اتَّفَق للبراء - رضي الله عنه - لَمّا التقى بالكفار، فاقتتلوا، فطال القتال،
وعَظُم النزال، فقال البراء: أقسمت عليك يا رب، أو عزمت عليك، لتمنحنا
أكتافهم، ولتلحقني بنبيّك - صلى الله عليه وسلم -، فأبرّ الله قَسَمه (?)، فكان كذلك، ولقد أبعد من