وقوله: (حَالَفَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) من المحالفة، وهي المعاقدة، والمعاهدة
على التعاضد، والتساعد، والاتفاق، ولا يعارض هذا الحديث التالي: "لا
حِلْف في الإسلام"؛ لأن ذاك محمول على الحلف الذي كان في الجاهلية على
الفتن، والقتال، والغارات، ونحوها، فهذه هي التي نُهِي عنها (?)
وقوله: (بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأنْصَارِ) هو بمعنى قوله في الرواية الأخرى:
"حالف بين المهاجرين والأنصار".
وقوله: (فِي دَارِهِ الَّتي بِالْمَدِينَةِ)؛ أي: في دار أنس - رضي الله عنه -، وفيه الالتفات
السابق؛ إذ الظاهر أن يقول كما في الرواية الأخرى: "في داري".
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه مستوفًى في الحديث
الماضي، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - صلى الله عليه وسلم - أوّلَ الكتاب قال:
[6444] (2530) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا حِلْفَ فِي الاسْلَامِ، وَأَيُّمَا حِلْفٍ كانَ فِي
الْجَاهًلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الاسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ) الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم قريبًا.
2 - (أَبُو أسَامَةَ) حمّاد بن اسامة القرشيّ مولاهم، الكوفيّ، مشهور بكنيته،
ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [9] (ت 201) وهو ابن ثمانين سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 51.
3 - (زَكَرِيَّاءُ) بن أبي زائدة خالد، ويقال: هُبيرة بن ميمون بن فيروز
الْهَمْدانيّ الوادعيّ، أبو يحيى الكوفيّ، ثقةٌ، وكان يدلّس، [6] (ت 7 أو 8 أو
149) (ع) تقدم في "الإيمان" 83/ 449.
4 - (سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن عبد الرحمن بن عوف، تقدّم قريبًا.
5 - (أَبُوهُ) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدنيّ، قيل: له