وطغيانها، فحيث ورد تفضيل هذه القبائل مطلقًا فإنَّه محمول على أنهم أفضل

من هذه القبائل المذكورين معهم، في محاورة الأقرع، وهو آخر حديث

ذكرناه، فإنَّه مفسِّر لِمَا تقدَّم، ومقيِّد له. انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (?).

وقال في "الفتح" عند قول البخاريّ: "باب ذِكر أسلم، وغفار، ومزينة،

وجهينة، وأشجع" ما نصّه: هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوّة

والمكانة دون بني عامر بن صعصعة، وبني تميم بن مُرّ، وغيرهما من القبائل،

فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولًا فيه من أولئك، فانقلب الشرف إليهم

بسبب ذلك.

فأما أسلم وغفار فقد تقدم ذِكر نَسَبهما في الباب الماضي.

وأما مزينة: - فبضم الميم، وفتح الزاي، وسكون التحتانية، بعدها نون-

وهو اسم امرأة عمرو بن أُدّ بن طابخة- بالموحدة، ثم المعجمة- ابن إلياس بن

مضر، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة، وهي أم أوس، وعثمان ابني عمرو، فوَلَدُ

هذين يقال لهم: بنو مزينة، والمزنيون، ومن قدماء الصحابة منهم: عبد الله بن

مُغَفّل بن عبد نهم المزنيّ، وعمه خزاعيّ بن عبد نهم، وإياس بن هلال، وابنه

قرة بن إياس، وهذا جدّ القاضي إياس بن معاوية بن قرة، وآخرون.

وأما جهينة: فهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم- بضم

اللام- ابن إِلْحَاف- بالمهملة، والفاء، وزانُ إلياس- ابن قضاعة، من

مشهوري الصحابة منهم: عقبة بن عامر الجهنيّ، وغيره.

واختُلف في قضاعة: فالأكثر أنهم من حِمْيَر، فيرجع نَسَبهم إلى قحطان،

وقيل: هم من ولد معدّ بن عدنان.

وأما أشجع: فبالمعجمة، والجيم، وزان أحمر، وهم: بنو أشجع بن

ريث- بفتح الراء، وسكون التحتانية، بعدها مثلثة- ابن غَطَفان بن سعد بن

قيس، من مشهوري الصحابة منهم: نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف.

والحاصل: أن هذه القبائل الخمس من مضر، أما مزينة، وغفار،

وأشجع، فبالاتفاق، وأما أسلم، وجهينة، فعلى قول، ويرجحه أن الذين ذُكروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015