وأبو حزيمة بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، كذا قاله الدارقطنيّ،
وقال أبو عمر: حليمة باللام موضع الزاي، وقال الخطيب: خُزيمة بضم الخاء
المعجمة، وفتح الزاي، ويقال: خَزِيمة بكسر الزاي، قاله في "العمدة" (?).
(وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ") قال في "الفتح": "خير" الأولى بمعنى
أفضل، والثانية اسم؛ أي: الفضل حاصل في جميع الأنصار، وإن تفاوتت
مراتبه. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "وفي كل دور الأنصار خير" المذكور هنا لفظ
"خير" في الموضعين، الأول قوله: "خير دور الأنصار"، ولفظ خير فيه بمعنى
أفعل التفضيل؛ أي: أفضل دور الأنصار؛ أي: قبائلهم، كما ذكرنا، والثاني:
قوله: "وفي كل دور الأنصار خير"، ولفظ خير فيه على أصله؛ أي: في كل
دور الأنصار؛ أي: في قبائلهم خير، وإن تفاوتت مراتبهم. انتهى (?).
(فَقَالَ سَعْدٌ)؛ أي: ابن عبادة- بضم العين المهملة، وتخفيف الباء الموحدة
- وهو من بني ساعدة أيضًا، وكان كبيرهم يومئذ، (مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) بفتح
الهمزة، من الرؤية، وهي من إطلاقها على المسموع، وَيحْتَمِل أن يكون من
الاعتقاد، ويجوز ضمها، بمعنى الظنّ، ووقع في رواية أبي الزناد: "فوجد
سعد بن عبادة في نفسه، فقال: خُلِّفنا، فكنّا آخر الأربعة، وأراد كلام
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فقال له ابن أخيه سهل: أتذهب لتردّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أمره، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم؟ أوَ ليس حسبك أن تكون رابع أربعة؟ فرجع" (?).
(إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا)؛ أي: قد فضّل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - علينا بعض القبائل، وإنما
كان ذلك؛ لأنه من بني ساعدة، ولم يذكر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بني ساعدة إلا بكلمة "ثُمّ"
بعد ذِكره القبائل الثلاثة (?).