طعامه، قال الفيّوميّ رحمه الله: العُرْسُ بالضم: الزِّفَاف، وُيذَكَّر، ويؤنَّث، فيقال:
هو العُرْسُ، والجمع: أَعْرَاسٌ، مثلُ قُفْل وأَقْفَال، وهي العُرْسُ، والجمع:
عُرْسَاتٌ، ومنهم من يقتصر على إيراد التأنيث، والعُرْسُ أيضًا: طعامُ الزِّفَاف،
وهو مذكَّرٌ؛ لأنه اسم للطعام. انتهى (?).
(فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُمْثِلًا) قال في "العمدة": هو بضم الميم الأولى، وفتح
الثانية، وكسر الثاء المثلثة المشدّدة، من باب التفعيل؛ أي: منتصبًا قائمًا، قال
ابن التين: كذا وقع رباعيًّا، والذي ذكره أهل اللغة: مَثُلَ الرجلُ بفتح الميم،
وضم المثلثة، مُثُولًا: إذا انتصب قائمًا، ثلاثيّ. انتهى.
وتعقّبه العينيّ، فقال: كأن غرضه الإنكار على الذي وقع هنا، وليس
بموجَّه؛ لأن "مُمَثِّلًا" معناه هنا: مُكَلِّفًا نفسه ذلك، وطالبًا ذلك، فلذلك عَدَّى
فِعله، وأما مَثُل الذي هو ثلاثيّ، فهو لازم غير متعدّ، قال: وفي رواية
"النكاح": "مُمْتَنًّا" بفتح التاء المثناة، من فوقُ، وبالنون، من المنّة؛ أي:
متفضلًا عليهم. انتهى (?).
وقال في "الفتح" بعد نقل كلام ابن التين المذكور ما نصّه: وفي رواية
تأتي في "النكاح": "مُمَثِّلًا" بالتشديد؛ أي: مكَلِّفًا نفسه ذلك، فلذلك عُدِّي
فِعله، قاله عياض، ووقع في "النكاح" بلفظ: "مُمْتِنًا" بضم أوله، وسكون ثانيه،
وكسر المثناة، بعدها نون؛ أي: طويلًا، أو هو من الْمِنّة؛ أي: عليهم، فيكون
بالتشديد. انتهى (?).
وقال في "كتاب النكاح": قوله: "فقام مُمْتَنًّا" بضم الميم، بعدها ميم ساكنة،
ومثناة مفتوحة، ونون ثقيلة، بعدها ألف؛ أي: قام قيامًا قويًّا، مأخوذ من الْمُنَّة،
بضم الميم، وهي القوّة؛ أي: قام إليهم مسرعًا، مشتدًّا في ذلك، فَرَحًا بهم.
وقال أبو مروان بن سراج، ورجحه القرطبيّ أنه من الامتنان؛ لأن من
قام له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأكرمه بذلك، فقد امْتَنّ عليه بشيء لا أعظم منه، قال:
ويؤيده قوله بعد ذلك: "أنتم أحبّ الناس إليّ".