عمرو على إحدى امرأتَي أبي سفيان، فقامت دونه، وقبل أبو سفيان الهدية،

وأهدى إليه أَدَمًا.

وروى ابن سعد من طريق أبي السفر قال: لما رأى أبو سفيان الناس

يطئون عقب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حسده، فقال في نفسه: لو عاودت الجمع لهذا

الرجل، فضرب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صدره، ثم قال: إذًا يُخزيك الله، فقال:

أستغفر الله، وأتوب إليه، والله ما تفوّهت به، ما هو إلَّا شيء حدّثت به نفسي.

ومن طريق أبي إسحاق السَّبِيعيّ نحوه، وقال: ما أيقنت أنك رسول الله

حتى الساعة.

ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: قال أبو سفيان في نفسه:

ما أدري بم يغلبنا محمد، فضرب في ظهره، وقال: بالله يغلبك، فقال: أشهد

أنك رسول الله.

وروى الزبير من طريق سعيد بن عبيد الثقفيّ قال: رميت أبا سفيان يوم

الطائف، فأصبت عينه، فأتى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: هذه عيني، أصيبت في

سبيل الله، قال: "إن شئت دعوت، فردّت عليك، وإن شئت فالجنة"، قال:

الجَنَّة.

وروى يعقوب بن سفيان، وابن سعد، بإسناد صحيح عن سعيد بن

المسيِّب، عن أبيه، قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك، إلَّا صوت رجل

يقول: يا نصر الله اقترب، قال؛ فنظرت، فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه

يزيد، ويقال: فُقئت عينه يومئذ.

قال عليّ ابن المدينيّ: مات أبو سفيان لست خلون من خلافة عثمان،

وقال الهيثم: لتسع خلون، وقال الزبير: في آخر خلافة عثمان، وقال

المدائنيّ: مات سنة أربع وثلاثين، وقيل: مات سنة إحدي، وقيل: اثنتين

وثلاثين، في خلافة عثمان، وقيل: مات سنة أربع وثلاثين، قيل: عاش ثلاثًا

وتسعين سنة، وقال الواقديّ: وهو ابن ثمان وثمانين، وقيل غير ذلك. انتهى

ملخّصًا من "الإصابة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015