تكون في ظُلمة، فإذا رأت الضياء اعتقدت أنها كوّة يظهر منها النور، فتقصده

لأجل ذلك، فتحترق، وهي لا تشعر، وقيل: إن ذلك لِضعف بصرها، فتظنّ

أنها في بيت مظلم، وأن السراج مثلاً كوّة، فترمي بنفسها إليه، وهي من شدّة

طيرانها تجاوزه، فتقع في الظُّلمة، فترجع إلى أن تحترق، وقيل: إنها تتضرر

بشدة النور، فتقصد إطفاءه، فلشدة جهلها، تورّط نفسها فيما لا قدرة لها عليه،

ذكر مغلطاي أنه سمع بعض مشايخ الطبّ يقوله.

وقال الغزاليّ: التمثيل وقع على صورة الإكباب على الشهوات من

الإنسان، بإكباب الفراش على التهافت في النار، ولكن جهل الآدميّ أشدّ من

جهل الفراش؛ لأنها باغترارها بظواهر الضوء إذا احترقت انتهى عذابها في

الحال، والآدمي يبقي في النار مدة طويلة، أو أبداً، والله المستعان (?)، والله

تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّل الكتاب قال:

[5941] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا

سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

1 - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بُكير البغداديّ، تقدّم قريباً.

2 - (ابْنُ أَبِي عُمَرَ) هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر الْعَدنيّ، ثم

المكيّ، تقدّم أيضاً قريباً.

3 - (سُفْيَانُ) بن عيينة، تقدّم أيضاً قريباً.

"وأبو الزناد" ذُكر قبله.

[تنبيه]: رواية سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد هذه ساقها الحميديّ -رَحِمَهُ اللهُ-

في "مسنده"، فقال:

(1038) - حدّثنا الحميديّ، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أبو الزناد، عن

الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما مَثَلي ومَثَل الناس؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015