أخرجه (المصنّف) هنا [6/ 5940 و 5941 و 5942] (2284)،

و(البخاري) في "أحاديث الأنبياء" (3426) و"الرقاق" (6483)، و (همّام بن

منبه) في "صحيفته" (1/ 29)، و (الترمذيّ) في "الأمثال" (2874)، و (أحمد) في

"مسنده" (2/ 312 و 539 - 540)، و (الحميديّ) في "مسنده" (2/ 449)، و (ابن

حبّان) في "صحيحه" (6408)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (3/ 318)،

و(الرامهرمزيّ) في "الأمثال" (ص 20)، و (البغويّ) في "شرح السُّنة" (98)،

والة تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان ما كان عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الرأفة، والرحمة، والحرص

على نجاة الأمة، كما قال تعالى: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].

2 - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى أن الإنسان إلى النذير أحوج منه إلى

البشير؛ لأن جِبِلّته مائلة إلى الحظ العاجل، دون الحظ الأجل.

3 - (ومنها): ما قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هذا مَثَل لاجتهاد نبينا - صلى الله عليه وسلم - في

نجاتنا، وحِرْصه على تخليصنا من الهلكات التي بين أيدينا، ولجهلنا بقدر

ذلك، وغلبة شهواتنا علينا، وظَفَر عدوِّنا اللعين بنا؛ حتى صرنا أحقر من

الفراش والجنادب، وأذل من الطين اللَّازب. انتهى (?).

4 - (ومنها): ما قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: مقصود الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - شبّه

المخالفين له بالفَراش، وتساقطهم في نار الآخرة بتساقط الفراش في نار الدنيا،

مع حرصهم على الوقوع في ذلك، ومَنْعه إياهم، والجامع بينهما اتّباع الهوى،

وضعف التمييز، وحِرْص كل من الطائفتين على هلاك نفسه.

وقال القاضي أبو بكر ابن العربيّ: هذا مَثَل كثير المعاني، والمقصودُ أن

الخلق لا يأتون ما يجرّهم إلى النار على قصد الهلكة، وإنما يأتونه على قصد

المنفعة، واتباع الشهوة، كما أن الفراش يقتحم النار، لا لِيَهلك فيها، بل لِمَا

يُعجبه من الضياء، وقد قيل: إنها لا تُبصر بحال، وهو بعيد، وإنما قيل: إنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015