بالكاف بدل المثلثة، وحَكَى الخطابيّ فيه غُويرث بالتصغير، وحَكَى عياض أن

بعض المغاربة قال في البخاريّ بالعين المهملة، قال: وصوابه بالمعجمة، ووقع

عند الواقديّ في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي دعثور، وأنه أسلم، لكن

ظاهر كلامه أنهما قصتان في غزوتين، فالله أعلم (?).

(أَتَانِي) وفي رواية البخاريّ: "فإذا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعونا، فجئناه، فإذا

عنده أعرابي"، قال في "الفتح": هذا السياق يُفَسِّر رواية يحيى: "فإن فيها:

فجاء رجل من المشركين ... إلخ"، فبيَّنت هذه الرواية أن هذا القَدْر لَمْ يحضره

الصحابة، وإنما سمعوه من النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد أن دعاهم، واستيقظوا.

وقال في "العمدة": كلمة "إذا " في الموضعين للمفاجأة، وقوله: "أعرابي

جالس"، وفي رواية معمر: "فإذا أعرابي قاعد بين يديه"، واسمه غُورث، كما

سيأتي (?).

وقوله: (وَأَنَا نَائِمٍ) جملة حالية من المفعول، (فَأَخَذَ) الرجل (السَّيْفَ)،

أي: سيفه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المعلّق بالغصن؛ لأنَّ المعرفة إذا أعيدت معرفة، فهي عين

الأُولي، كما قال السيوطيّ - رَحِمَهُ اللهَ - في "عقود الجمان":

ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَهِرَهْ ... إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ

تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِ ... تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ

شَاهِدُهَا الَّذِي رَوينَا مُسْنَدَا ... "لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ" أَبَدَا

وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذِي بِأَمْثِلَهْ ... وَقَالَ ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَهْ

قال محمد: قلت متعقِّبًا لاستشكال السبكيّ هذا:

قُلْتُ وَلَا اسْتِشْكَالَ إِذْ ذِي تُحْمَلُ ... عَلَى الَّذِي يَغْلِبُ إِذْ يُسْتَعْمَلُ

(فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهُوَ)؛ أي: والحال أن ذلك الرجل (قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ

أَشْعُرْ) بضمّ العين، من باب نصر؛ أي: لَمْ أعلم، أو لَمْ أتفطّن (إِلَّا وَالسَّيْفُ)

مبتدأ، وقوله: (صَلْتًا) منصوب على الحال، وهو بفتح الصاد المهملة، وسكون

اللام، بعدها مثنّاة؛ أي: مجرّدًا من غِمْده، وقوله: (فِي يَدِهِ) خبر المبتدأ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015