واختلفوا في الواحدة، وهي: عِضَةٌ بكسر العين، فقيل: بالهاء، وهي أصلية
أيضًا، ومنهم من يقول: اللام في الواحدة محذوفة، وهي واو، والهاء للتأنيث
عوضًا عنها، فيقال: عِضَةٌ، كما يقال: عِزَةٌ، وشَفَةٌ، قال: والأصل عِضَوَةٌ،
ومنهم من يقول: اللام المحذوفة هاء، وربما ثبتت مع هاء التأنيث، فيقال:
عِضَهَةٌ، وزانُ عِنَبَة. انتهى (?).
(فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَحْتَ شَجَرَة) وفي رواية البخاريّ: "فنزل
رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تحت سَمُرة"؛ أي: شجرة كثيرة الورق، وفي رواية معمر:
"فاستظل بها"، ويُفسِّره ما في رواية يحيى بن أبي كثير الماضية في "الصلاة":
"كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ
أَغْصَانِهَا) قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: "الغُصْن بالضمّ: ما تشعّب من ساق الشَجر،
دِقاقُها، وغِلا ظها، وا لصغيرة بهاء، جَمْعه: غُصُونٌ، وغِصَنَةٌ، وأغصانٌ".
انتهى (?). (قَالَ) جابر (وَتَفَرَّقَ النَّاسُ)؛ أي: الصحابة الذين غزوا معه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
(فِي الْوَادِي) حال كونهم (يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ) ليقيلوا تحت ظلّها، قال
القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه جواز افتراق العسكر في النزول إذا آمِنوا على أنَّفسهم،
وكأنهم قد أجهدهم التعب والحر، فقالوا مستظلين بالشجر.
(قَالَ) جابر (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ رَجُلًا) قال النوويّ: قال العلماء
هذا الرجل اسمه غَوْرث - بغين معجمة، وثاء مثلثة - والغين مضمومة،
ومفتوحة، وحَكَى القاضي الوجهين، ثم قال: الصواب الفتح، قال: وضَبَطه
بعض رواة البخاري بالعين المهملة، والصواب المعجمة، وقال الخطابيّ: هو
غُويرث، أو غورث على التصغير، والشك، وهو غورث بن الحارث، قال
القاضي، وقد جاء في حديث آخر مثل هذا الخبر، وسُمِّي الرجل فيه دعثورًا.
انتهى (?).
وقال في "الفتح": وغَوْرَث وزن جَعْفر، وقيل: بضم أوله، وهو بغين
معجمة، وراء، ومثلّثة، مأخوذ من الْغَرْث، وهو الجوع، ووقع عند الخطيب