وقال القرطبيُّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "صَلْتٌ في يده" رُوي برفع "صلت"، ونَصْبه،

فمن رَفَعه جعله خبر المبتدأ الذي هو "السيف"، و"في يده" متعلّق به، ومن

نَصَبه جعل الخبر في الجارّ والمجرور، ونصب "صَلْتًا" على الحال؛ أي:

مُصلتًا، وهو المجرَّد من غمده، والمشهور بفتح الصاد من: "صَلَتَ" (?)، وذكر

القتبيّ: أنَّها تُكسر في لغة. انتهى.

قال: هذا يدلّ: على أنَّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان في هذا الوقت لا يحرُسه أحدٌ من

الناس، بخلاف ما كان عليه في أول أمره، فإنَّه كان يُحرَس حتى أنزل الله

تعالى عليه: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، فقال لمن كان يحرسه:

"اذهبوا فإنَّ الله تعالى قد عصمني من الناس" (?)، فمن ذلك الوقت لَمْ يحرسه

أحدٌ منهم، ثقةً منه بوعد الله، وتوكلًا عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015